" لِأَنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ ٱلْأُمَمِ، وَلَكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ، خَائِفًا مِنَ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنَ ٱلْخِتَانِ. "(غلاطية 2: 12)

وبَّخَ الرسُولُ بولس هنا، أحدَ التلاميذَ الاثنى عَشر الأوائل، بطرُس. والذينَ حسبَ قولهِ، أصَبحوا مُهجنين. وهذا يُعلمنا ألا نَلتزم بِكلام أيِّ شَخص، لأنهُ إذا تَصرَّف شَخصٌ ما بشكلٍ مُختلف عمَّا يَقولهُ الإنجيل، فيجبُ أن نُظهر لهُ أنهُ مُخطئ، ومن المُمكنِ أن يَكونوا خُداماً مَشهورين. يقول بُولس هُنا أنهُ قاوم بُطرس وَواجهه (الآية 11) وأنهُ لمْ يقُم بأي شيءٍ ممَا فعلهُ الأخير. لقدْ قامَ بُولس بِتنفذِ تعليماتِ الآب السَّماوي، الذي عَلمنَا أن نُقاوم ذلك الأخ الذي يتصرفُ بطريقةٍ لا تخصُنا كمسيحيين ونقوم بتوبيخهِ.

إذا كُنت تُقاوم من قِبل خَادم الله فيجبُ أن تقبل مِثل هذهِ الرِقابة. لقدْ كان المَلك داوُّد حريصاً على القول: ليَضْرِبْنِي ٱلصِّدِّيقُ فَرَحْمَةٌ، وَلْيُوَبِّخْنِي فَزَيْتٌ لِلرَّأْسِ. لَا يَأْبَى رَأْسِي (مزمور 141: 5). وحتى فيما يَتعلق بالقضايا الغَير مُهمة، إذا أظهر أحدَ أعضاءِ جسدِ المَسيح أنّ سُلوكنَا لا يتفقُ مع السُلوك المسيحي، فيجبُ أن نَستمعَ إليه، على الأقل. ولكنْ، إذا كان تُوبيخهُ لنا فيهِ نوع من الظُلم، علينا أن نُظهر لهُ بمحبةٍ خطأهُ.

كانَ خطأ بُطرس من وجِهة نظرِ بُولس، هو الخَوف من أولئكَ الذين جَاؤوا من عِندِ يَعقوب. لأنهُ قبلاً كان معَ الأُمم، الذين تحَولوا حديثًاً كمَّا لو كانَ واحداً مِنهُم. ولكنهُ، عندما ظهَر القوم الذين بَدوا مُتشبثين بالطقوسِ اليَهودية، تسلّل بُطرس بعيداً. ولمْ يكُنْ بولس مُوافقاً على هَذا الفعِل، كأن لا عِلاقةَ لهُ بأتباع الرَّبّ يسُوع. وفي الواقعِ، لقد أعطى بُطرس شَهادةً سيئةً عنْ الحُرية التي تَحققت في المَسيح.

يجبُ أن نكونَ حذرين من عَدمِ التَصرُفِ بالمثل، لأنّ هَذا التَصرف قد يُحزن المَسيحيين الذين تَحوّلوا حَديثًاً. بل وقد يتسبّب لأولئكَ الذين لا يَنتمون إلينا سأن يتحدثوا بِشكلٍ سيءٍ عنْ عملِ الله. إذا كُنَّا نعلمُ ما هو صَحيحٌ ونفعلهُ، وأنهُ قد نِلنا حُريتنا في المَسيح، يَجبُ ألا نَخاف من الذين يُفكرون فينَا بطريقةٍ مُخالفةٍ. ولكنْ، من ناحيةٍ أخرى، إذا كان أكلُ اللحمِ يُضعف إيمان أخٍ لنا، فقد أعلن لنا الكِتاب بِواسطةِ بولس نَفسهُ، إنهُ لنْ يفعل ذلك أبداً أمامَ ذلكَ الشَخص.

يجبُ على الذين يَخدمون الرَّبّ أن يَكونوا حَذرين، وأن يكون سُلوكهُم واحدٌ أمام جميع الناس، ويجبُ ألا يَنسوا أن الحِكمة جَيدةٌ دَائماً. هُناك بعضُ النِساء تقوم بِارتداء المَلابس التي تُضايق الرجال - التي تُسبب لهُم الشَهوة - على سَبيل المِثال، ولكن يَجبُ على المَسيحيين عدمَ تَبني مِثل هَذه المَوضة على الإطلاق. والامتناع عنْ كُل شكلٍ من أشكالِ الشرّ (1تسالونيكي 5: 22) يجبُ على كُلِّ شخصٍ في عَائلةِ الله أن يكون ما يفعله لمجدِ الآب!

يجبُ أن تَكون ثِيابُناً بيضاءٌ دَائماً (جامعة 9: 8). فالذينَ يخدمونَ الله يَجبُ عليهم أن يَكونوا دَائماً مِثالاً للأمانةِ والنَزاهةِ في كُلِّ شيءٍ نقومُ بهِ، بالكلام أو بالأعمالِ لتمجيدِ إلهنا.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز