قوة الإيمان

عندمَا مات يسُوع من أجل خطايانَا اشترانا لله (1 كورنثوس 20:6 أ ؛ 23:7 أ) وهَذا جعلنا نُولدُ من جديدٍ في العَائلة الإلهية. ولمْ يكُن لديهِ مانعٌ أن يدفع مثل هَذا الثّمن الباهظ، نظيرَ أن يُخلصنا من يدِّ العدو. وهَكذا، أكمل المسيح خِطتهُ الإلهية لحياتنا. ولمْ يهزم الشَّيْطان بسُلطان قدرته العظيم، بل قبِلَ أن يُجرحَ بسببِ خطايانَا (إشعياء 53: 5).

إنَّ عملَ الخلَّاصِ كان شَاملاً، وكلفَ المسيح الكثيرَ، ولذلك جَعلنا مُلوكاً وكهنةً لله (رؤيا 1: 6 أ). ولا ينبغي لأحدٍ أن يتجاهلَ هذه الحقيقة، لأنّها ذاتَ أهميةٍ قُصوى بالنسبةِ لنا. فلقد جعلَ الرَّبّ لنا سُلطاناً على كُلِّ الأمورِ المُتعلقةِ بحياتنَا، مُعتبراً أننا نحنُ الذين سَنواصلُ العملَ الإلهي على الأرض. والآن عندما جَعلنا الرَّبّ ملوكاً، صار لنا الامتياز بأن نقولَ الكلمةَ الأخيرةَ في المُهمّةَ التي تمَّ تكليفنَا بها. وهَذا هُو السببُ في أنهُ ليس من الصحيحِ أن نتساءلَ عمَّا إذا كان ينبغي لنا أن نَستخدمَ ذلك السُّلطان الذي أعطاه لنا ضدَّ الشرّ الذي يضطهدنا، ومن أجلِ أيّ شخص نَعرفهُ. إذا لجأ الناس إلينا أو إذا ذهبنا، لأي سبب من الأسباب، إلى الناس، يجبُ علينا أن نُؤمن أنَّ هَذا اللقاء سَيكون بناءَ على الأمرَ الإلهي، حتى نتمكن من أن نُباركهُم. لذلك، ليسَ علينا أن نَطلب من الرَّبّ أن يَفعل شيئاً لهُم؛ ولكنْ علينا أن نَفعل نحنُ شيئاً لهُم بدلاً من ذلك.

إنّ الدليل على أننا نُسيطر على كُلّ شيء، وهي السَعادة التي تَغمُر قلوبنا بِسبب القوّة الله التي فينا. لذا، إذا لمْ نكُن فرحين، فهذا يَعني أن قوةَ الله لا تعمل فينا، ويبدو أنّ هُناك خطأ ما. فمن غيرُ المحتمل أبداً أن يَكون شخصٌ ما من الله، إذا لمْ يكُن لديه القوة من السَماء التي تعمل نيابةً عنهُ.

عندما نبتهج بخلاصنَا الذي يشير إلينا أيضاً، نحنُ نُحقق مُهمتنا. ويحتاج المسيحيون الذين لا ينتبهون لهذه الحقيقة أن ينظروا إلى أنفسهُم - لأنهُم لم ينظموا إلى الخطةِ الإلهيةِ بعد. أولئك الذين ليس لديهم فرحٌ في حياتهم، قد يَكونوا بعيدين عنْ المَشيئةِ الإلهيةِ. لأنهُ فقط أولئك الذين يفرحونَ بخلاصِ الرَّبّ كثيراً، يمكن أن يعمل فيهم من خلالِ يسوع، وهُم في الواقع يتبعون خطة الله.

أولئك الذين حَصلوا على السُلطان من العليِّ، يجبُ أن يتصرفوا وفقاً للمسحةِ التي حصلوا عليها. فالرَّبّ لمْ يُعطنا السُلطان من أجلِ أن نبقي مَكتوفي الأيدي، ولكنْ علينا أن نُواصل العملَ الذي بدأهُ يسوع. فكُن شخصاً يُنفذُ هَذا العملَ ويمضي قُدماً!

محبتي لكم في المسيح
د. سوارز