-
-
" اَلْمَحَبَّةُ لَا تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا ٱلنُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَٱلْأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَٱلْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. "(1 كورنثوس 13: 8)
يجبُ عدمَ الإضافةِ على تعاليم يسُوع. وهذا ما يقولهُ الكثيرُ من الناسِ، إِنّ الله لا يَتكلم اليوم مع شعبهِ من خِلال أيِّ نبيِّ، ولا نَحتاج للتحدُث بلُغاتٍ غريبةٍ، وأنّ العِلم سَيختفي. وأولئك الذين يقولون ذَلك بحزمٍ، ويَستشهدوا بإعلانِ الرسول بولس هَذا؛ يَنسون مَا هو مِثالي - المَحبة نفسها – التي كان يُعلِّمها يسُوع كشيءٍ مُختلفٍ تماماً عمَّا اعتدنا على الإيمانِ بهِ، كما كان في الماضي. والآن أولئك الذين يسمحون لأنفسهم بأن يتعلَّموا من المُعلم، سَيستمتعون بأفضلِ ما في الحياة، لأنهم يفعلون مَا يطلبهُ منهُم، وبذلك يُمكنهُم التمتُع بالحياةِ الأفضل أيضاً.
لقد ذكرَ المسيحُ أنّ من يُحب الرَّبَّ يحفظ وصاياه (يوحنا 14: 21). إذن الذين يُحافظون على وصاياه يُصبحون أشخاصاً كاملين، فَبمجرَّدِ أن يُثبتوا حُبهُم لهُ، بالتأكيد سَيُحبهم الآب والمَسيحُ أيضاً. والخبرُ المُفرح هو أنّ الله الآب والابن، كلاهُما سَيظهران أنفسهُم لهؤلاء الناس. والذين لديهم مَظهرُ المسيح يَكملون في الإيمان، ولا يَنقصهُم شيءٌ على الإطلاق. والسرّ في أن تكونَ ناجحاً بالكامل في حياتك الرُّوحية، هو بأن تَحفظ الوصايا. ولكنْ أي واحدة؟ إنها كُلّ تلك التي تَعرفها من خِلال الكِتابِ المُقدس وتلك التي يَكشفهَا "العليِّ" لقَلّبِك مُباشرة.
بِعملِ محبةِ الله لنْ يكون هُناك مَعركةً واحدةً لنْ تتمكن من الانتصار فيهَا. وتذكر أن محبةَ الرَّبّ تعني أن وعُودهُ لن تُنسى أبداً وأنها سوف تتحقق دَائماً. لذا، فإن العِلاقةَ المثالية التي يُمكن أن نُقيمها معه سوف تَتحقق بِكُل الطُرق. يُصوَّر الله في الكتابِ المُقدّس على أنهُ المَحبة، وبالنسبةِ لنا عندمَا نتمتع بهِ نجدُ السَعادة، نَحتاجُ فقط إلى الاهتمام بِكلماتهِ الأزلية ونَحتاجُ أيضاً إلى العَملِ بأوامره. ولا شك أن أبانا يشتاق لأن يَستمتع بإنجازاتِ كلِّ من صارَ لهُ أبناً.
يجبُ على كُلّ مسيحي أن يجتهد من أجل تَعلُّم الوصايا، ويبذل قُصارى جُهدهِ لتحقيقها، وحتى لا يَنخدع في ما يؤمن بهِ. ففي كُلِّ مرةٍ يُعطينا فيها الله الإرشاد للابتعاد عنْ خطيئةٍ ما، هو يفعلُ ذلك من أجلِ مصلحتنا. والحقيقةُ أنهُ عنْ طريقِ الخطيئة سَيقعُ الإنسان في أيدي العدوُّ، ولكنْ إذا لم يُخطئ، فسيكون في آمانٍ وسلامةٍ وفي يدِّ أبيهِ. إن الإثم – سِواء كان قليل أو كثير - هو شيءٌ يجبُ أن نَنتبه لهُ، وبالنسبةِ لأولئك الذين يُمارسونه، سوف يحصلونَ على الجزاءِ في النِهاية: وهو المَوتُ الأبدي. وأما أولئك الذين يعيشون البرَّ الإلهي، سيحصلون على الجزاء الخاصِ بهم وهو: الحَياةُ الأبدية. وما نفعلهُ بالوصايا التي يَكشفها الله لنا، يُوضحُ لنا مُستوى مَعيشتنا. وذلك شَريطةَ أن نكونَ أُمناء في تنفيذهَا وبذلك سَنُصبح نَاجحين في الحياة.
بِما أن اَلْمَحَبَّةُ لَا تَسْقُطُ أَبَدًا، فإننا لنْ نحتاجَ إلى النُبوءات أو الألسنة أو العِلم، لأننا سوف نَعيشُ في ملءِ الوحي الإلهي. وأولئك الذين عِندهُم الوصايا ويَحفظونهَا، يَعلمون ما يَعنيهِ أن يكونَ يسُوع بِداخلهم حقاً. وبالنسبة إليهم، فالحياةُ مع المَسيح غَنيةٍ، وهُم ليسوا مُضطرين لمُواجهة العوائق أو الهَزيمةِ أو المُعاناةِ على الإطلاق؛ وعلى العَكس تماماً، فهُم مثل أبطالِ الإيمان في العهد القديم في أفعالهم، ولهَذا السبب، فإنهم يَحصلونَ على البَركة أكثر وأكثر.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز