-
-
" وَمِنَ ٱلْجَادِيِّينَ ٱنْفَصَلَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى ٱلْحِصْنِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ جَبَابِرَةُ ٱلْبَأْسِ رِجَالُ جَيْشٍ لِلْحَرْبِ، صَافُّو أَتْرَاسٍ وَرِمَاحٍ، وُجُوهُهُمْ كَوُجُوهِ ٱلْأُسُودِ، وَهُمْ كَٱلظَّبْيِ عَلَى ٱلْجِبَالِ فِي ٱلسُّرْعَةِ ". (1أخبار 12: 8)
إنَّ بَحث الله عن داوُّد في جميع أنحاء إسرائيل، لتتويجهِ ملكاً، أمرٌ جديرٌ بالاهتمام. فنحنُ نجدُ دروساً قيّمةً للغايةِ، في رحلةِ اكتشافاتنا العَديدة في الكتاب المُقدَّس. وما نتعلمهُ منهُ سيكونُ ذو فائدةٍ عظيمةٍ لمسيرتنا في الإيمان. إنّ كُلَّ ما حدثُ لداوُّد ليكونَ الملك، في حدِّ ذاتهِ، كان بفعلِ يدِّ الرَّبّ. والأمرُ نفسهُ ينطبقُ على حَياتنا الخاصة، فإذا كُنا أشخاصاً مُؤمنين، وأناساً نخدم الله بقلبٍ مُخلص لا يعرفُ الخوف، فإن تصرفنا هذا سيحدثُ الكثيرَ من الفرق.
إنّ الرسالةَ أعلاه هي عنْ ٱلْجَادِيِّينَ، وهُم رجالٌ ذهبوا وراءَ داوُّد في الصَّحراء، واُعتُبروا رجالاً شُجعان. وهذهِ هي إحدى الصِّفات التي يُفترض أن يمتلكها المَسيحيون. فالشّيطان يَعمل على إقناع الكثيرِ من أبناءِ الله بأنّ الشَخص الوحيد القوي أو المُدرَّب بشكلٍ جيدٍ على فنونِ القِتال، هو المُحارب المُؤهل لمواجهةِ اعتداءاتِ قوى الظلام. ولكنَّ، الحقيقة أن هَذا لا علاقةَ لهُ بعملِ الرَّبَّ على الإطلاق، لأن هَذا العَمل لا يتم عن طريقِ القوّة أو العُنف، بل برُّوحِ الله نفسهُ (زكريا 4: 6). في الواقع أن الرَّبّ سيُكمل كلّ أولئك الذين يَدعونهُ.
يُوضحُ لنا هذا النص المُقدس أيضاً معرفةَ أن هؤلاء الرِجال كانوا مُحاربين شُجعان، يَصلحون للحرْب. وأولئك الذين يُسمون جُنود الرَّبّ يجبُ ألا يَقبلوا بالفرارِ من المَعركةِ. فالله يَدعو رجالاً ونساءً لتولي المَناصب، وللقيام بالعملِ الاجتماعي في الوظائف المُختلفة. ولكن، يَحتاج الرِجال، والمُحاربون الشُجعان، لأن يَتذكروا أنهُم إذا لم يَخوضوا مَعاركهُم بجدارةٍ، فسوف يُضيعون الوقت. وَأولئك الذين حَصلوا على هَذهِ الدعوة، يَجب عليهم ألا يَنجرفوا وراء العُروض التجاريةِ أو الخَطايا التي تنتشر في كُلِّ مكان.
كان أولئك الذينَ اِنضموا إلى جيش الملك داوُّد يحملون الدُروع والرِماح. وكانوا على اِستعداد لمُهاجمة العدُّو والدفاعِ عنْ أنفسهم، وأما أولئكَ الذين لا يُبالون، فلنْ ينجحوا في مُهمتهم ما لم يَحذوا حُذوهم. فلا يُوجد جُندي في الخِدمة يُمكن أن يَذهب إلى الحَرب دُون أن يَكون معهُ الأسلحة اللازمة لتحقيقِ النَصر في المَعركة. ومن لا يُمسك بالسلاحِ الذي أعطاهُ لهُ الرَّبّ؛ فلنْ ينتصرَ في المَعركة. ويجبُ أن لا يُهزم المَسيحي أبداً!
كانت وُجُوهُهُمْ كَوُجُوهِ ٱلْأُسُودِ، فلقد كانَ هؤلاءِ الرَجال مُصممين على الدُخول إلى المَعركة والقتالِ بكُل قُوتهم. ويَجبُ عليك عدمُ الدُخولِ في أي مَعركةٍ، ما لم تكُن مُصمماً على الفوز بها! لأنهُ حتى أن كُنت تنتمي إلى الرَّبّ، وذهبت إلى الحَرب بدون الاستراتيجيات المُناسبة، فرُبما يَنتهي بكَ الأمر بِخيبةِ أملٍ كبيرةٍ. ومن ناحيةٍ أخرى، لأنّ وجهك مثلَ وجه الأسد، فأنك بَيسوع نَفسه، سَتخوفُ العدو.
أخيراً، أريد أن أشير هُنا إلى أن هَؤلاء الرجال الشُجعان كانوا سَريعين مِثل الغِزلان على الجِبال، ولا يُمكن لأحد أن يُدرك هَذه السُرعة. وهَذا يُعلمنا درساً ما حول مقدار التَدريب الذي مرا به هؤلاء الرِجال لتحقيقِ مثل هَذه النوع من اللياقةِ الرائعةِ. افعل نفس الشيءِ مع كلمةِ الربّ، وهَكذا سوف تصل في النهايةِ إلى النّصر العظيم.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز