-
-
" ثَابِتٌ قَلْبِي يَا ٱللهُ، ثَابِتٌ قَلْبِي. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ "(مزمور 57: 7)
عندما هَرب داوُّد من غضب الملك شاول الشَديد، عرف بعدها كيف يُهيئ قلبه، لكي لا يَخجل بهِ إلهه، لأنّ الحرْب التي كان يُواجهها لم تكُن أبداً لتُفاجئ الرَّب. فأبانا يُدركُ أنّ كُلَّ التجاربِ التي تحيط بنا. والسّببُ في أنه يسمح بها، هو أنه يُدربنا على شيء أكبر. لا يَستطيع الرَّبّ أن يَعهد بالكثير من المهام لشخصٍ يَعرفُ القليل، ولهَذا السَبب يَحتاجُ الشَخص المعني إلى تجربة في الصَحراء، ولكن دُون أن يُخطئ مثلما حدث مع ربنَا يسُوع.
لم تتزعزع نفسُ داوُّد بِسببِ الحرب. وكان يَعلمُ أنّ قرار شَاول بِقتله وقتي، فقد كان ثابتاً في الوعودِ الإلهية. فلا يهم ما قد يُحاول العدوُّ القيامَ بهِ ضدّ حياتك، فكُلّ ما يُحاول فعلهُ هو أن يَقتلك رُوحياً، وإذا أمكن أيضاً جسدياً. فعليك الاستعداد والتّسلح بتلك الأسلحة المكتوبة في الكلمة المُقدسة، وسوف تكون مُنتصراً في النهاية. فالشَّيْطان لنْ يهزم أبداً أولئك الذين يقفون ثابتين في الإيمان.
كُلّ تلك الأشياء التي وعد بها العليِّ، تهدُف فقط باتجاه واحدٍ وهو: أنت. ولا يوجد شيء يجعلك مُختلفًا عنْ الأشخاص الذين اِستخدمهم الرَّبّ في الماضي، باستثناء دَعوتك. فلا ينبغي لي أن أنظر إلى ما يَقوله النبي أشعياء مَثلاً، لأن السُلطان يَعود إلى العلي، الشخص الذي يُقدم المشورة للإنسان مِثلما يَشاء، ولكن عليك أن يكونَ واثقاً بما أعدهُ لك، وسوف يستخدمك بقوُّة. ويمكن أن يحدث الشيء نفسهُ مع أي شخص يَفهم ويُدرك تماما الخطة الإلهية.
لا تتجه لخدمةِ الرَّبّ دون أن تكون مُستعداً تماماً للمُهمة التي سَيُعطيها لك! إن المُعوقات التي تمُر بها في الوقتِ الحاضر هي جُزء من التَدريب الذي يُقدمهُ لك الله. لذلك، لا تبتعد عنْ الأهداف الإلهية، ولا تتمرد إذا تعرضت للاضطهاد من قبل شاول. فما حددهُ لك الرَّبّ سيتحقق، ما لم تعترض طريق ما خططه لك.
أدركَ داوُّد أن ما كان يَحدث له كان جزءاً من مُخطط "العليِّ" لحياته. وهَذا هو السبب في أنه علم أنهُ كان مُستعداً للفوز في جميعِ المَعاركِ. وأنت أيضاً سوف تكون على يَقين من ذلك، بِمُجرد التغلُب على هجماتِ الشَّيْطان ضد حياتك. فلا تستسلم لأي تجربةٍ، بل قف ثابتاً الآن فيما علمتهُ لك الكلمة.
وضح صاحبُ المزمورِ أنهُ لم يصرخ من أجل الضيق، ولا لأنه كان يلومُ الرَّبّ، لأنه كان يعلمُ أن ذلك جُزء من تدريبهِ لهُ. وهَذا هو السببُ في أنه سَيؤلفُ مثل هذه المزامير لله. فاحذوا حذوه! لقد تم دعوتك إلى النصر في المَعاركِ، ولكي تكون الشخص الذي يُريد أبانا أن يستخدمه الآن وإلى الأبد. فهو لم يُخطئ أبداً، عندما دعاك لتكون جُزءاً من جسد يسُوع، وكنيستهِ.
لذلك، كُنْ إيجابياً في جميعِ الأوقاتِ ولا تدع نفسك تُهزم، لا بالإحباط أو التعب. وسوف يُنفذُ الله ما خططهُ من أجلكَ. وَٱلَّذِي يَصْبِرُ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ. (متى 24: 13).
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز