-
-
" يَا مُحِبِّي ٱلرَّبِّ، أَبْغِضُوا ٱلشَّرَّ. هُوَ حَافِظٌ نُفُوسَ أَتْقِيَائِهِ. مِنْ يَدِ ٱلْأَشْرَارِ يُنْقِذُهُمْ" (مزمور 97: 10)
إنّ عِبارةَ " يَا مُحِبِّي ٱلرَّبِّ " تَقسم البشر إلى قِسمين. هُناك الذين لديهم الوصَية ويَعملونَ بها؛ وهُناك المخادعون، المُتدينون بشدة، يَسعون إلى القِيام بِالعملِ الاجتماعي والتَعامل مع الأمُور الدِينية، لكنهُم ليَسوا مُطلعين على كلمةِ الله، بل إنّ بَعضهم يَعرفون جيداً ما يجبُ عليهم القيامُ بهِ لكنهُم لا يفعلون. ففي الواقع، كُلَّ هؤلاء الناس بَعيدون عن مَحبة الله، وكذلك الذين يَعتقدون أنهُم سيفوزون بالمحبةِ الإلهية من خِلالِ العمل، يَخدعون أنفسهمَ تماماً. والآن، إنّ الخبرَ السار هو للذين يُحبّون الرَّبَّ حقاً، فسوف يَكونونَ مَحبوبينَ دائماً من قِبل الله أبانَا.
تُعلن لنَا الآيةُ أعلاه عِندما نَتأمل بها بِشكلٍ دقيقٍ، أنّ الذين يُحبّون الرَّبَّ عليهم أن يكرهوا الشرَّ. وأمَّا الذين لا يَرون فيها أيَّ شيءٍ خاطئٍ يثبتونَ أنهُم ليسوا مُندمجين مع الذين يُحبون الله حقاً. وعندما يَشعرون بَحاجتهم المُلحة لكي يَفي الرَّبّ بوعودهِ في حَياتهُم، سوف يُدركون أنهُ من المُستحيل أن يَحدث ذَلك، لأن أبانَا لا يَتصرّف بَخلاف كلمتهِ. وهو لنْ يفعل أي شيء يُدينه ولن يُساعد الذين لمْ يفعلوا مَا طلبهُ منُهم.
لا يُكرّس بَعض المَسيحيين حَياتهُم للرَّبّ، وهَذا شيء مُحزن. لأن بِقيامهم ذلك، يُظهرون أنهُم غير مُدركين للخطر الذي يَتعرضون لهُ، لأنّ هُناك قوتانَ تُقاتلان ضدَّ بعضهمَا البَعض للسَيطرةِ على البَشر. فمن جِهةٍ إلهنَا الذي يُريد أن يَجعل حَياتنا مُباركة؛ ومن نَاحيةٍ أُخرى الشَّيْطان الذي يُحاول أن يَجعلنا نُعاني هُنا، في هَذا العَالم، وأيضاً يُحاول أخذنَا معهُ إلى الموتِ الأبدي. والذين لا يَتقدسوا، يَنفصلون عن الآب ويَكونوا عُرضة لخطرٍ كبيرٍ، باعتبار أنهُم بَعيدون عنْ الحمايةِ الإلهية. فبالابتعاد عن العليِّ، سيجدُ المرء نفسه في يد العدوُّ بكلِّ سهولة.
إنّ الذينَ يلتصقون بالله، يَحصلون على جَائزةٍ عظيمةٍ: وهي أنّ العليِّ يحفظهُم في يده إلى الأبد. ويُصبحون ورثةً لكُلِّ وعودهِ، بمعنى أن القوَّة الإلهية ستكونُ دائماً بجانبهم لتحفظهُم. فبالنسبة لهؤلاء، ستكون كُلّ الأبواب مَفتوحةً دائماً لهُم، وسَتفشل كُل خطط العدو ضدَّ حياتهُم، لأنه إِنَّهُ لَا يَنْعَسُ وَلَا يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ (مزمور 121: 4). لن يجعلنا العليّ أبداً أن نكون عبيداً، ينتهي الأمرُ بهم لأن يَقعوا في قبضةِ الشَّيْطان. بلّ على العكسِ تماماً، أنهُ سوف يَحفظنَا كحدقةِ عينيهِ. وأجملِ خبر هو أنهُ بالإضافة إلى أن الرَّب أمين، فهو أيضاً إلهُ المحبةِ.
إن الأشرار هُم الأشخاص الذين لا يَحترمون الكلمةَ، ويُلطخون أيديهم بالأشياءِ القذرة. ولكنَّ، الرَّب يحفظ أولئك الذين يَنتمون إليه من الأيدي المُلطخة بالخطيئةِ. فإلهُنا طيب ويُراقبنا طوال الوقت، ولنْ يسمح أبداً، تحت أي ظرفٍ من الظُروف، بتنفيذ نوايا الأشرار ضِد حياتنا. نحنُ مَحروسون بشكلٍ كاملٍ ودائمٍ من أي شرٍ؛ وأخيراً يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لَا يَقْرُبُ. (مزمور 91: 7).
والآن لا يُوجد لديك أي عذر. فالوصفةُ الإلهية لكي لا يُصيبك الشرَّ بين يَديكَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز