-
-
" لَوْلَا قَلِيلٌ لَكُنْتُ فِي كُلِّ شَرٍّ، فِي وَسَطِ ٱلزُّمْرَةِ وَٱلْجَمَاعَةِ." (أمثال 14:5)
كانَ كاتبُ الأمثالِ التقي جَريئاً في الكشفِ عنْ شيءٍ مُهمٍ جداً: فلقد فعلَ "الخَطيئةَ" ليُعلّمنَا كيف نتخلصَ من حِيل الجحيم. ولكن، قد خُدع الكثيرُ من الناس في هَذه الأيام، وبالتالي ابتعدوا عنْ محضرِ الله، بسببِ فعلهم تِلك الأشياءِ التي تجعلهُم في اِتجاه السُقوط، مثل تِلك الموجودةُ في قائمةِ الكِتاب. حسناً، نحنُ بحاجةٍ لأن نتعلم من أخطائنا، حتى نتحفظ من الشَّيْطانِ والذي هدفهُ الوحيد سرقةُ خَلاصِنَا (يوحنا 10: 10 أ).
من المُثير للاهَتمامِ أن نُلاحظ أن الآيةَ أعلاه تُخبرنا عن أنّ هَذا الشيء حَدث وَسَطِ ٱلزُّمْرَةِ وَٱلْجَمَاعَةِ. وهذا يجعلنا نصدق أنهُ بسبب ابتعادِ بعض الناس عن المحضر الإلهي، يقعونَ في الخَطأ، ولكن هُناك آخرون يَسيرون مع الرَّبّ، ولكنهم يَميلون إلى السَّير في طريقِ الخَطيئةِ. لاحظ أنّ بطرس كان يسير مع يسوع، ولكنهُ عندما سمحَ للشيطان بأن يملأ قلبهُ، اِتضح الإنسانُ على حَقيقتهِ وقام بِتسليم السَيد (متى 16: 22 ، 23).
يكشفُ لنا الكاتب في الآياتِ السابقة من " أمثال 14:5 " عنْ سببِ وجودهِ على حَافة كُلِّ شَرٍّ: لأنهُ رفضَ وصايا الرَّبّ. وهذا يَتعارض مع إرادتنا، لأنهُ لو سمحَ الله لنا بفعلِ كُلِّ ما نرغب بهِ، فإن سُقوطنا سَيكونُ في النهايةِ عظيماً ومُتكرراً. وكُلّ مَا يفعلهُ العليَّ من أجلنا هو لتصحيحِ وضعنا، لأنهُ قد قبِلنا كأولادٍ لهُ، وهو يُحبنَا. وأخيراً، لِأَنَّ ٱلَّذِي يُحِبُّهُ ٱلرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ (عبرانيين 12: 6).
لقد رفضَ قلب الكاتب هَذا التوبيخ. لكن، يَجبُ عليك ألّا تفعل هَذا الشّيء، وتعلَّم: أنهُ مَنْ يَرْفُضُ ٱلتَّأْدِيبَ يُرْذِلُ نَفْسَهُ، وَمَنْ يَسْمَعُ لِلتَّوْبِيخِ يَقْتَنِي فَهْمًا. (أمثال 15: 32). في كُلِّ مرةٍ يُغلقُ الرَّبُّ فيها باباً، وأيضاً يُظهر لكَ أخطأك، أخبرهُ على الفورِ بتوبتك، وتوقف عنْ تذكيرِ نفسك بأخطائك، وتوقف عنْ مُمارستها، لأن توبيخَ الرُّوحِ القُدس وتصحيحهُ لتصرفاتنا هو من أجلِ مصلحتنا.
لمْ يستمع الكاتب لصَوتِ مُعلمهِ. وقدْ يكون هُناك الكثير من الناس قدْ عَملوا على تعليمه كيف يعرف الصَواب من الخَطأ، لكنهُ لنْ يَلتفت لأي تَنبيهٍ. والبعض من إخوتِنا اليوم يَأتون إلينا في بعضِ الأحيان، وهُم غيرَ مُدركين أنهُم حين يَتحدثون إلينا، فإنهم يُقدمون لنَا تحذيراً بشأن شيء ما، لا نستطيع إِدراكهِ في أنفسنا. حسنا، إن هَذا في الواقع هو عَمل روح الله، الذي يَتحدث من خِلالهم. ومن الخَطأ عدم الاستماعِ إليهم، لأن الحُكماء يُطيعون صوتَ الله.
أخيراً، لم يُعطي كاتبنا أي اِهتمامٍ لسَيدهِ. لقد كان الرَّبّ يَصنع قادةً في كنيستهِ، رجالاً مُكرسين، وبِتواضعٍ وحكمةٍ ليقودوننَا إلى التفكير مَلياً في ما سَيبدو عليهِ العَذاب. ولهَذا السبب يجبُ أن نَشكُر "العليِّ" من أجل جميعِ أولئك الذين يُرسلهم إلينا، ويَجبُ ألا نَرفُض أياً من مَشُورتِهم. ولكن، علينَا أن نَفحص كُلَّ شيءٍ من خِلالِ الكلمةِ، وعندما نكونُ متأكدين من أن هَذا من عند الرَّب، علينا أن نَحترمَ هؤلاءِ الأشخاصِ رجالاً ونساءً.
إنهُ لمنَّ الجيدِ أن نَتعلمَ من أولئكَ الذين كانوا على حافةِ الدمارِ التام، وبالتالي، سَنتمكن من الابتعادِ عن حِيل الشَّيْطان. فالعدو يَجول حَولنا كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ (1 بطرس 5: 8). وبتصديقِ تحذيراتِ الرَّبِّ لنا، ستجدُ الوسيلةَ المُناسبةَ للخروجِ من كُلِّ خطر.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز