قوة الإيمان

الله كلِّي القُدرةِ، فهو فَقط من خِلالِ النظرِ إلينا، يَعرفُ كُلّ ما يجري بِداخلنا. فصاحب المزمور يقولُ صاحبُ المزمورِ أنهُ قد اختبره، فإذا حَدث لهُ ذلك، فكُن على يقين من أنهُ سيحدثُ لكلِّ واحدٍ منا. والآن، ماذا سَيكتشفُ الرَّبُّ فيك إذا قام بالنظر إلى أعماقِك؟ إذا لم تكُن متأكداً من أنه سيجدُ مشاعَر صالحة، فمن الأفضلِ لك أن تَهتمّ بذلك، لأنهُ سيأتي اليَوم الذي سنكونُ فيه جميعاً مَسؤولين حتى عنْ أصغرِ النوايا في قلوبنا. لذلك، إذا كُنا أمناء مع الرَّبّ فأن بحثهُ سيكونُ بركةً لنَا، وكلما أكتشف شيءٌ غيرُ صالحٍ فينا، بعيداً عن المحبةِ، سَيُساعدنا على التَخلُّص منهُ ومن كُلِّ الأشياءِ القذرةِ التي فينا. والحَقيقة هي أن العليَّ يقومُ بفحصنا من أجلِ أن تكون حياتُنا أفضل.

بالنظرِ إلى الإعلانِ المَوجودِ في هَذا المَزمورِ من جهةٍ أخرى، فإذا كان الله يَستطيع أن يقرأ أفكارنا وأن يَكتشف رَغباتنا، هل تعتقد أنهُ لا يَستطيع أن يَرى ما هو الخَطأ في صِحتنا؟ بالطبع هو سَيفعل. لذا، نحنُ بحاجةٍ لأن نطلب منهُ أن يفحصنا دَائماً، وأيضا أن تبقى عَيناهُ النقية والثمينة عَلينا دَائماً. لأنه عندما نَفعلُ ذلك، سَنستطيعُ إرضائهُ في كل حين. فبمفردنا وبدونِ المُساعدة الإلهية، لنْ نكونَ قادرينَ أبداً على التَخلُّص من الإغراءاتِ والضَعف، مهما حَاول الإنسان ذَلك، فهو لا يَملك القوة اللازمة للتغلُب على الجَسد ومُحارباته.

إذا أيقن المَسيحيين أنهُ لا شيء مَخفي أمام أعيُن العليِّ، فإنهُم لن يَبقوا أخطاءهُم مَخفية. بل على العكس من ذلك، أنهم سوف يَعترفون بها لكي تُغفر لهُم. ونحن بين أيدي القدير سَنكون قادرين على تَغيير اِتجاهاتنا. ولكن، إذا كُنا بعيدين عنْ إرادته، فسوف نَكون في حَالةِ سقوطٍ دائمٍ. لذلك، لا تتظاهر بأنك مَسيحي، ولكن، كُنْ خادماً مُخلصاً لله. هُناك خَطأ يَقع فيهِ مُعظم الناس، حَيثُ أنهُم لا يَلتصقون بشكلٍ كاملٍ بالأب الأبدي، لأنهُ هو الوحيد الذي يُحبنا، ويُمكنه أن يُحول حَياتنَا ويُغيرنا بما يَتماشى مع إرادته.

يعرفُ الرَّبّ تكويننا المَادي، ولأنهُ كلِّي العلم، فهو يَعرفُ ما يضرُ بِصحتنا وبالمناطقِ الأخرى في حَياتنا. لهَذا السَبب بالتحديد هو الشَخص الذي يَستطيع أن يُنقذنا من الفِخاخ التي نَصبتها لنا قوّى الظلام. وهَكذا، إذا سَلمنا أنفسنَا بالكامل إلى كلمةِ الله الأبدية، فلنْ يخدعنَا العدوّ أبداً. لأن الشركةَ الدائمة مع وعود القدير، تجعلنَا أحراراً من تأثيرِ، وقدرةِ الكذاب على إيقاعنَا في فخاخهِ.

هُناك شيء آخر يَجبُ أن يُؤخذ بعينِ الاعتبارِ، وهو أن الله هو الوحيد الذي يُقدر أن يُساعدنَا حقاً. أولا لأنهُ مَحبة (1 يوحنا 4: 8) وثانياً لأننا أعضاء في جسدهِ (1 كورنثوس 12: 12 ، 13)؛ بالإضافة إلى ذلك، يجبُ أن أقول أنهُ لنْ يسمح للعدوُّ أبداً بقمعِ أولئك الذين يُؤمنون بهِ. أيضاً، بما أننا نَنتمي إلى العليِّ، يُمكننا أن نَرتاح بالكاملِ، فقوةِ العليِّ مُلتزمةٌ بالوقوفِ والتصدي لكُلِّ مُحاولات الشَّيْطان لإلحاقِ الضرر بنا.

لذلك، لا تُخفي أي شيء عنْ الرَّبّ. وإذا كُنت تميل لارتكابِ أي خَطيئةِ، يَجبُ أن تُخبرهُ بكلّ شيء مُباشرة، لأنهُ عندما تفعل ذَلك، سَيكون قادراً على إعطائك المَنفذ. ولكنك، إذا أخطأت، فسوف تَبتعد عنْ الوجودِ الإلهي، وهكذا، سَيستمرُ العدوُّ في قمعِكَ.

محبتي لكم في المسيح
د. سوارز