-
-
" اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ ٱلسَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ ٱلْمُنْحَنِينَ. " (مزمور 145: 14)
إنّ الذينَ ليَسوا على بَينةٍ من كلامِ الله في الكتابِ المُقدّس، كثيراً ما يُقدِّمون إعلاناتٍ مُزيفةٍ. التدِّين- يا عزيزي! - أنهُم خُبراء في قولِ الكلماتِ لم تقولها كلمةُ العليِّ. وبلا شك، فإن الذين يَفعلونَ ذلك يُخطئون، وخَطيئةُ الكذبِ هي واحدةٌ من أسوأ الخَطايا، لأنّ الأكاذيب تتعارض معَ الحقَّ، ويَسوع هو الحقّ (يوحنا 14: 6). فالأشخاص المُتدينون أسوأ من الذينَ لا يَعرفون الرَّبَّ.
الفكرةَ التي كانَت تدور في ذِهني حول أولئكَ الذين سَقطوا، هو أنهُم تُركوا من قِبلِ الرَّبِّ. بالنسبةِ لي، ما لمْ يتذكروا أين سَقطوا، ولم يَتوبوا، فلنْ يُمنحوا أي رَحمةٍ من الله على الإطلاق. لا أعرف ما إذا كانَ قد قيل لي ذَلك أو مَا إذا كان ذلك قد برز في ذهنِك. والحَقيقة هي أن مَفاهيم مِثل تِلك - وحتى أسوأ مِنها - تُوضع ثم تُصبح عَقائد. الحَقيقة التي نَفهمهُ اليَوم هي أبعدَ من ذَلك. إن سيدنَا رحيمٌ وهو يَتصرفُ بطريقةٍ أبعد عنْ مُستوى فَهمنا.
عِندما نَظرت لأول مرةٍ ذات يومٍ، بِعنايةٍ لهذه الآية في الأعلى؛ حسناً لقد تفاجأت، لكنني كُنتُ راضياً عن اكتشافي باعتبارِ أنّ قلبي كانَ يتألم من أجلِ الذينَ سقطوا، وأدركت أنني بحاجةٍ لأن أقول ذلِك لجميعِ الذينَ ابتعدوا عنْ طريق الرَّبّ. وهو لمْ يُسلمهم إلى مخالبِ العدوّ! على العَكسِ من ذلك، فهو يَدعمهُم بسبب قلبه المحبّ، وكذلك الذين أداروا ظهرهُ لهُ لسببٍ من الأسبابِ.
ثُم بدأتُ أدركُ كم هو رائعٌ ومدهشٌ إلهُنا. هو آب وأبٌ حقيقي. وجميعُ تلك الخِراف التي فُقدت من قطيعهِ، عليهُم أن يَعرفوا أنهُم ليسوا مَتروكين، لكنهُم في الحقيقةِ مدعومين جيداً! يَتوقع الله منهُم فقط أن يُدركوا أنهم سقطوا، ثُم يصمِّموا على العودةِ إليهِ. وسوف يَحتضنهم بحبّهِ الذي لا ينتهي، وسَيغفر لهُم ويجعلهُم يَعودون إلى الشركةِ التي كانوا فيها معهُ من قبل.
نحنُ بحاجةٍ لأن نقولَ لكُل الذين سَقطوا أن الله لمْ يترُكهم، وأنهُ لا يلقي بهم في طينِ الخطيئة، ولكنهُ سيرفعهُم حقاً. ولهذا السبب بالتحديد، لا يَستطيع الكثير من الناس الاستماع إلى الأغاني التي يكون موضوعها الحُبّ الإلهي، ولا يُمكنهم سَماع الرِسالة الإلهية دون أن تنزل دُموعهُم. وجيد أن نَعرف أنّ الرَّب يَتصرّف بهذهِ الطريقةِ، لأنهُ لولا ذلك، لكان الضّرر عظيماً.
يجبُ أن لا تنحنِ إذا سَقطت، بل اتجه بالصّلاةِ إلى العليِّ واَعترف لهُ الآن بكُلِّ أخطائك. وسوف يَغفرها لك، وسَيجعلك تعودُ إلى العلاقةِ التي كانت لكَ معهُ من قبل. فهو قادر على أن يلقي كُلَّ ذُنوبك في أعماقِ البحر (ميخا 7: 19)، وسَيلبسك الحُلة الجديدةَ، وسَيُعطيك حِذاء المَلك، وسَيضع خاتم الملك في إصبعكَ، وتكون واحداً من عائلةِ خالقنا.
أولئك الذين يَشعرون بالضعفِ ويخافون من السقوط مرةً أخرى يَحتاجون إلى كلمةٍ من الرَّبَّ، فأطلُبها. ولا تنس! لنْ يرفض يسُوع أبداً ذلك الشَخص الذي أتجه إليهِ في يومٍ من الأيامِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز