-
-
"لِيُجْرُوا بِهِمْ ٱلْحُكْمَ ٱلْمَكْتُوبَ. كَرَامَةٌ هَذَا لِجَمِيعِ أَتْقِيَائِهِ. هَلِّلُويَا! ”(مزمور 149: 9)
لمَاذا جَميع الذين يَدْعونَ أنهُم أبناءُ الله لا يثقون بهِ، ولا يَخدمونهُ بحبٍّ وأمانةٍ. فالرَّبَّ لمْ يُقدِّم لنا خلاصاً عظيماً فحسب، بل أعطانا قوُّةً فوق كُلِّ قوُّى الشرّ. والآن، إذا ثبتَ المَسيحيّون في مواقعهُم من هَذا السُلطان، وكانوا مُلتزمين بالصَّلاة؛ وعقدوا العَزم على الوفاء بأوامرِ "العليِّ" وأطاعوا الكَلمة، فإنّ كُلَّ واحد مِنا سَيكون مُباركاً حقاً.
إنهُ من الجيدِ تحذير الذين يَضلون عنْ الطريق، وخاصةً فيما يَتعلقُ بالمسائلِ ذاتَ الأهميةِ الكبرى، فمثلاً أولئكَ الذين لا يُسلمون أنفسهُم للرَّبّ بالكامل، ولا يلتزمون بِواجباتِهم تجاه كلمتهِ، سوف يُحاسبوا على تلك الأنفُس التي وجدوا صُعوبة في إنقاذهَا من قوَّى الشرّ. فقوى الشرّ هي التي تُحافظ على تقييد هَؤلاء الأشخاص في الخَطيئة والمَوت (حزقيال 33: 1 - 9). ولذلك يجب علينا أن لا نُعطي الرَّبّ نفسَ الإجابةِ التي قالهَا لهُ قايين، عندما سألهُ: "هل أنا حَارسٌ لأخي؟" (تكوين 4: 9).
تفرح الشَّيْاطين بالمسيحيين المُهملين، لأنهُم لا يَهتمون بنشر كَلمة الرَّبّ، ومن أجلِ ذلك لا يقوم باستخدامهم، لأنهُم لا يعترضون طريق مَملكة الظُلمة. والخبر السيئ هُنا هي أنهُ عندما يَفشلون في القيامِ بواجباتهِم كحُراس للحق وبناة للعملِ الإلهي، فإن شَهادتهُم السَيئة تُعطي الفُرصة للأرواحِ الشرَّيرة لإبقاءِ الكثيرِ من النِاس في الخطيئة. فيا أخي، انظر إلى نفسك وأفهم ما إذا كان هَذا هو حَالك!
لنفترض أن حَياتك تُسيطر عليهَا الخَطيئة. إذا كُنت تَعرف أن شَخصاً ما لديهِ القُدرة على تَخليصكَ، لكنهُ لا يَستخدمُ هذهِ السُلطة نيابةً عَنك، فماذا سَيكون شُعوركَ تِجاه ذَلك الشَخص؟ حسناً، علينَا أن نَقبل دَعوتنا ونلتزم بتخلِّيص المُضطهدين. وهَذا الشرف من حقِّ جميعِ الذين دُعوا لتأسيسِ أُسرة الرَّبَّ. لهَذا السَبب نَحنُ مُميزون، لأنهُ تم اختيارنا لتنفيذِ الإرادة الإلهية.
علاوةً على ذلك، تقعُ علينا مَسؤولية اِستخدامِ العَطايا والمَواهب المُعطاة لنا من أجلِ بناءِ مَلكوتِ الله (1كورنثوس 14: 12). وأولئكَ الذين لا يَقومونَ بِواجبهُم سوف يُحاكمونَ ثم يُدانون من قبلِ العليِّ في يَومِ الدَينونة. علينا أن نَكونَ مَسئولينَ عنْ ما قُمنا بهِ أو ما فشلنا في القيام بهِ بالسُلطانِ الممنوحِ لنا من قِبلهِ.
عدمُ استماعِ المرء لأوامرِ الرَّبّ هو أحدَ أسوأ الخَطايا التي قد يَرتكبها أي إنسان، لأن أولئكَ الذين يَفعلون ذَلك سَينتقلون من الكذب، إلى خِداع النَاس، إلى كُلّ خِيانةِ الأقارب وحُرمانهُم من المُساعدة. ولكنَّ، هُناك شيء أسوأ من ذَلك، وهو الفَشل فيما يَتعلق بِدعوتك وخِطةِ العَمل من أجلِ حياتك ومن أجلِ أولئك الذين يُريدون مُساعدتك الآن. لذلك، من الجَيدِ إسعادُ الرَّبِّ دائماً.
حسناً عَليك عدمُ قبولِ الفشل وعدمِ السَماح للشَّيْطان الجشع، بأن يكون ملك على إرادتكَ. إنَّ الكَلمة تُعلن أنهُ إذا قاومنا الشَّيْطان سوف يهرُب منَّا (يعقوب 4: 7 ب). وهَذا يعني أنك إذا لمْ تستسلم للخطيةِ التي تُصر على إِظهار مَزايا مُزيفه للخطأ، فلنْ تُزعجك بعد الآن. لذلك، اِتخذ القرار بأن تُفكر في دَعوتك العظيمة في الحَياة وهي أن تُمجد الرَّبّ بِكُل ما تملُك.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز