رسالة اليوم

24/01/2019 - ثِقة وَلَيْسَ عَثَرةَ

-

-

"حِينَئِذٍ تَسْلُكُ فِي طَرِيقِكَ آمِنًا، وَلَا تَعْثُرُ رِجْلُكَ." (أمثال 3: 23)

 

يَحبُّ الجميع العَيش في حَياتهم دُون خَوفٍ، ويَكونوا على يقينٍ من أنّ شيئاً سيئاً لنْ يحدُث لهُم. ولكنْ، مُعظم النَاسِ لا يستطيعون تَحقيقَ هَذا الإِحساس بالسّلام في الحَياة، باِعتبار أنهُ دونِ حكمةٍ إلهيةٍ تُصبح هَذهِ العَملية غير مُمكنة. ولكن لمَاذا؟ حَسناً، فالناس بِشكلٍ عام، حتى الذين يَعتبرون أنفُسهم مَسيحيين، ولا يَهتمون بما تُعلنه لهُم كلمةٌ الرَّبّ. حتى عُظماء الله كثيراً مَا يُفكرونَ وفقاً لحكمتهِم الخَاصة ويَنسون اللّجوء لله أبينا.

إنّ وصفةَ الغِنى والنَجاح التي طَورها الإنْسان لمْ تكُن أبداً ولنْ تكن حلاً لأي قضية. فهي نَتاج عقل بَشري، الذي بِسببِ الخطيئةِ، أصبح غَير فَعالة. والآن، إن كُل تلكَ الأشياء التي يكشف لنا عنهَا الله في الكتابِ المُقدس لا تشوبها شَائبة على الإطلاق. لذا، يجبُ علينا أن نؤمن بما تكشفهُ لنا الحِكمةُ الإلهية، فيما يتعلق بأي مسألةٍ مهما كانت، لأن الرَّبَّ كلِّي العلم وستقودنا نصوصه دائماً إلى النجاح.

يجب عليك أن تُصدق ما تقوله الحكمةُ الحقيقية؛ لذلك، لا تَضع حَياتك على المَحك استناداً لأراءِ الآخرين المُحيرة. مشورة البشر قدْ تعمل في بعضِ الأحيان، ولكن سَتكون كمن يدور ويعبث بالروليت الروسِية. وأخيراً، قَوْلُ ٱلرَّبِّ نَقِيٌّ (مزمور 18: 30). لذلك، فإن التصرُف بناءً على ما تم الكشفُ عنهُ إلى قلبكَ بواسطةِ "العَملِ الإلهي" سَيُحولك إلى شخص ناجح بالتأكيد.

هناك شيءٌ آخر أريد الإشارة إليهِ هُنا: أن الحُكمة الحقيقية - قرارات الآب السماوي – ستحميك من التلوثِ بِخياناتِ العدوُّ، التي تَجلب المَتاعب دَائماً. ويعرف الشيطان جيداً أن الشخصَ الذي يَعقد العزم على الانتماء إلى يَسوع يكون قد نال الخلَّاص، ولهذا السبب يقوم بإرسالِ جَميع قوُّى الظلام العَاملة معهُ لإبعادهم عنْ محضر الرَّبّ، ويخلق لهُم كُلّ أنواعِ المَشاكل ويزيدها لهذا الشَخص، حتى يُدير ظهره للكلمةِ ويَتخذ قرارات بما يَتماشى مع أسلوب الحياة الذي يَعيشهُ.

إنّ الطريقةَ التي يتبعها الأب من أجل أن يتبعهُ أبناؤه غير مُؤلمة؛ على خلاف ما قد يُصيبهُم إما في الوقتِ الحَاضر أو ​​المُستقبل في حالةِ ابتعادهُم عنْ الإنجيل. وبهذهِ الطريقة، شريطة أن تتبع طريق الله وسَتكون مَحمي بقوتهِ دائماً. الدليل على أنك تتبع الطريقة الصَحيحة معروف من خلالِ أسلوب حَياتِك.

أولئك الذين لمْ يتمكنوا من السَيطرة على إرادتهم، واعتادوا على الشُعورِ بالاكتئابِ، ولا يَشعرون بالسلام في زواجهمَا، وعقولهم مُمتلئة بالشكوك ولا يُمكنهم الاستمتاع بالحياة. كُلّ هذا يدل على أن العدوُّ قد نجح في عمله لخداعهم. فالشَّيْطان يعلم أنه، أنت لديكَ مُستقبلٌ رائعٌ مع الرَّبّ، ولهذا السبب بالتحديد هو يُحارب بكُلّ قوته لكي يأخُذك بعيداً عن ملكوت مَحبةِ الله. لذلك، لا تُدير ظهرك لإرادة ذلك الشَخص القدير.

كُنْ مُطيعاً وأكمل الخَطة الإلهية لحياتك، وأتبع أحكام القدير المُقدسة، لأن ذلك سَيجعل قدميكَ - التي تقف بها ثابتاً - لا تصطدم بأيّ حَاجز مهما كان، وإلا، سَيُصيبك ضررٌ كبيرٌ.

أخيراً، يُظهر المَسيحيون الحَقيقيون أسلوب حياتهُم كيف أنهم يُطيعون تَعليمات الآب الأبدي.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز