-
-
"وَمُنْذُ ٱلْأَزَلِ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَصْغَوْا. لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلَهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ." (إشعياء 64: 4)
لا يُوجد سِوى إلهٌ واحدٌ حَقيقيٌّ. والآلهةُ الأخرى التي يَعبدها البشر في كلِّ الأديان، هي إمّا صنيعة الإنسان أو الأرواحِ الشرِّيرة وقد تشكلت على هَذا النّحو. ورغم ذلك يجبُ ألا نسيء لأيِّ شخصٍ يَختلف إيمانهُ عنْ إيماننا، مهما يكُنْ، لأنّ الكثيرين يَضعون كُلَّ ثقتهم في مُعتقداتهم، فإذا فَعلنا ذلك، قد نُحوّلهم إلى مُوقف الدفاع، ومن ثم سينتهي الأمر برفضهم لرسالةِ الإنجيلِ، والتي عاجلاً أم آجلاً، سوف تصِلهُم بالتأكيد.
يُطلب من كُلِّ البشر في كُلِّ الأديان إرضاء الإلهِ، إمّا من خلالِ التقدمات أو الطُقوس أو التَضحيات. ولكنْ، ولا واحدٌ مِنها يُعطي أتباعهُ وعوداً بالخلَّاصِ أو القضاء على الخَطيئة. ولكنْ، فقط في الإنْجيل يكشف الله عن برّهِ لكُلِّ الذين يهتمّون بوصايا العليِّ- بغضِّ النظرِ عن مدى خطاياهُم، لأنهُ إذا اتجهَ الشخصُ إلى رسالةِ العليِّ، فكلُّ ما هو ضَروري لانجاز العمل، قد تمّ إعداده بالفعل من قِبلِ الرَّبّ وذلك لمَنحهم الخلَّاص.
فمنَّ الجيدِ أن نخدمَ الإلهَ الحَقيقي، خَالق السَماءِ والأرض، الذي لا يطلب من الإنسان أي شيءٍ إلا أن يضعَ ثقته فيه. الحقيقة هي أنّ يَسوع وحدهُ هو الذي يستطيع أن يأخذنَا إلى الآب (يوحنا 14: 6). ولهَذا السَبب بالتحديد يجبُ أن نثقَ به، وليس بآخر.
إلهنا هو الوحيدَ الذي يعملُ نيابةً عن الذين يؤمنون به. وفي الديانات الأخرى، يلزمُ على الناس أن يَفعلوا شيئاً ماء لإرضاء "آلهتهم". ولكنَّ، الله الحقيقي لا يَطلب أيّ شيء من البشر، إلا أن يثقوا به وبوعودهُ. بِغضِّ النظرِ عن الوضعِ الذي قد يُواجهه شخصاً ما الآن، حَيث من يضعون ثقتهم في الرَّبّ، سيبدأ على الفور في العمل نِيابةً عنهُم.
الرجاء في تنفيذ الوعود الإلهية هو كُلّ ما نحتاجهُ لإرضاء أبينا. ولا جدوى من مُحاولة تحقيق المُصالحة الإلهيةِ من خِلال تقديم أي شيءٍ لهُ في المُقابل؛ بعد كُلِّ شيءٍ، لا يُمكن أن يتم رشوةَ الرَّبِّ ولا يُمكن أن يقبل أي مَدفوعاتٍ مُقابل ما يفعلهُ لنا. حتى الترانيم التي نُغنيها يَجبُ أن تأتي مِنهُ! لذلك، وكمَّا طلب مِنا أن نغني باسمهِ، فإن العلي سوف يُظهر لنا طريقةً للبقاءِ على اتصالٍ معهُ.
يُسر الله بأولئكَ الذين يُقررون امتلاكَ حُقوقهم في المَسيحِ. بذلك، يبدءون في التمتعِ بكلِّ تلك الأشياءَ التي أعلنها الله القدير أنها ملكٌ لأبنائهِ، وجميع أولئك الذينَ ينضمون إلى عائلتهِ. هُناك شيءٌ آخر أعتقد أنهُ هامٌ للغايةِ هُنا: لَيْسَ عِنْدَ ٱللهِ مُحَابَاةٌ (رومية 2: 11). لذلك، فإن كُلّ الذين يهتمون برسالةِ الإنجيلِ ويقبلونها يَكونُ لهُم بابٌ مفتوحٌ يؤدي إلى عَالمُ الأب.
يحصل أولئك الذين يقبلون يَسوع كرَّبٍّ ومُخلِّصٍ لحياتهم على كل البركات التي أعطاها المَسيحُ للبشرِ، عندمَا مات على الصَليب. لذلك، أياً من تكون، خُذ مكانك في المسيح وستُصبح عضواً حقيقياً في عائلةِ الله!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز