-
-
" لِأَنَّهُمْ أَمَرُّوا رُوحَهُ حَتَّى فَرَطَ بِشَفَتَيْهِ." (مزمور 106: 33)
اِرتكبَ شعبُ إسرائيل خطأً فادحاً عندمَا قاموا بإستفزاز خادم الله. لأنهُ لا يستطيع أيّ شخصٍ غاضبٍ أن يَتخذَ القرارات الصّحيحة. لمْ يستخدم مُوسى الطَريقةَ التي أمرهُ بهَا الرَّبّ لإخراج المَاء من الصَّخرة (العدد 20: 8). لكنَّ هذا الوضع انتهى بِإلحاقِ الضّرر الكبير بهم. كذلك عددُ الزيجاتِ التي تُدمّر اليوم على حساب الزوج الذي يتحمل مسئولية إغضاب شَريكهِ؟ فالحكمةُ هي أفضلُ طريقة دائماً لحلّ المشاكلِ.
فتخيل نَتيجةُ أفعالِ الذين يَجعلون رُوح الله يَضطرب؟ فهذا بلا شك أسوأ شيءٍ قد يفعلهُ الإنسانُ. فالرُّوح القُدس وَديعٌ، ولطيف ومتواضع؛ ولأنه المُعزي الذي وعدَ يسُوع بأن يُرسله إلينا (يوحنا 15: 26)، فمنَّ الحِكمةِ جداً أن نَقبل إرشاداتهُ. ولذلك، عِندما نُصرّ على فِعل ما نراهُ مُناسباً من وجهةِ نظرنا، فإننا لا نَتخذ القرار الصَحيح، وهذا قد يُغضبهُ في النهاية.
الرُّوح القُدس لا يَنزعج من المَسيحي الذي يَطلب إرشادهُ. ولكنْ، هُناك عدد كبير منهُم يحتقرونهُ عندما يحصُلون عليهِ. ففي الحقيقة، حتى بِدون طلب إرشادهِ، هو سيعطينَا أفضل نصيحة بدون أن نطلبها. فهو يعلم كُلّ ما يدور في السّماويات، ويَعرف أيضاً جَميعَ استراتيجياتِ الشَّيْطان. وهَذا هو السَببُ في أن نَصيحتهُ دائماً هي الأكثرُ حِكمةً.
لقد قادَ أبناءُ إسرائيلَ موسى لمثل هَذا التصرُّفِ العَصبي. ولذلك تسرّع في كلامهُ وضربَ الصّخرةَ مرتين، ولكنهُ بعد ذلك عانى مُعاناةً كبيرةً بسببِ ما فعلهُ (العدد 20: 12). فإذا كان الشخصُ الذي اختارهُ الله، لم يَتّخذ القرارَ السليم، بالكلام معَ الصَخرة. وبذلك، لمْ يتمكن من دخولِ أرضِ الموعدِ، والتي كان من المُفترضِ أن يقودَ الشَعب إليها، حَتى ينفذ الدَعوة الإلهيةَ التي تلقاهَا.
لن يدع رجُل الله العدوَّ يستخدمه، وذلك إذا انتبهَ إلى كلماتِ الرُّوحِ القُدس جيداً. رُبما قد يغضب أي خادمٍ للرَّبّ ويتصرفُ بخلافِ الخطةِ الإلهيةِ، ويُمكن أن يدفع الثمن غالياً في بعضِ الأحيان. لذلك، يَجبُ ألا تكون مَسؤولاً عن التسبُبِ في إزعاج أي شَخصٍ آخر فتسبب له التّصرفُ بتهورٍ.
إنّ التصرفَ بهذهِ الطريقةِ من المُمكن أن تجعلَ ابناً مُختاراً من الله يَبتعدُ بعيداً، وعِندما يَفعلُ ذلك، سَتنتهي بهِ المَطافُ للدينونة. ولهذا السَبب، أنّ أفضلَ شيءٍ تفعلهُ هو أن تتجه دائماً إلى السَماء، لتحصُل منها على الإرشادِ حول ما يجبُ عليك فعله. من المُؤسفِ أن لا يستطيع أي شخصٍ التَغلُب على الخَطيئة والنجاحُ في مُقاومتهَا. وعند ارتكابَ الخَطيئةِ، لا يُفيدنا البُكاء على اللبنِ المَسكوب.
حسناً، قبل البَحتِ عن ما يجبُ عليكَ فِعلهُ، عليك أن تَطلب مشورةَ الرَّبِّ، وعليك الحِرصُ على عدمِ إغضابِ أي شخصٍ، للحصولِ على مَا تريدهُ، لأن ذلك قد يكونُ معاكساً لمشيئةِ الله. ومن الأفضلِ أن يَنتهي بك الأمرُ وحيداً بدلاً من جعلِ أي شخصٍ غيرُ سعيدٍ بجانبكَ. ولِتَكُنْ ثِيَابُكَ فِي كُلِّ حِينٍ بَيْضَاءَ (الجامعة 9: 8 أ).
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز