-
-
" لِأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ سَكَبَ عَلَيْكُمْ رُوحَ سُبَاتٍ وَأَغْمَضَ عُيُونَكُمُ. ٱلْأَنْبِيَاءُ وَرُؤَسَاؤُكُمُ ٱلنَّاظِرُونَ غَطَّاهُمْ"(إشعياء 29: 10)
كُلّ الذين يُحبّونَ الله لا يَبتعدونَ عنْ نَاظريهِ لأنهُم ببساطةٍ يُحبونهُ. إنّ تَكريس الحَياة للرَّبّ ليسَ أمراً صَعباً. ومنْ يَفعلون ذَلك يَكتشفونَ أنّ الخُضوعَ لكلمةِ الله أمراً مُربحاً بالفعل.
تخضع حَواس الذينَ يُطيعونَ الرَّبّ لهُم، فعُيونهُم وآذانهُم سَتكون دَائماً حَساسة لصوتِ الرَّبّ. أمّا من يَحتقرون الوصايَا الإلهية عَليهم أن يَكونوا على يَقين من أنهُم سَيُعاملون بِنفسِ الطريقةَ التي يُتعاملون بها مع العليِّ. إنهُ لمَا المُحزن أن يَبتعد الشَخص عن حُبهِ لخَالقهِ، ويُصبح عِنواناً ومقصداً للعدوُّ ومُعاناتهِ. والذين لا يَبذلونَ مَجهوداً لتَحقيق الخِطة الإلهية لا يَعرفون أن مِثل هَذا الجُهد - الذي رَفضوا أن يَبذلوه- كان سَيجعلهم أقوَّى. لذا، الأمور ستكون مُختلفةٌ إذا فعلت مَا يأمُرك بهِ الله في المقامِ الأولِ!
لقد كانَ بنو إسرائيل قَلقين على رُوتينهُم اليَومي، ورَغبتهِم في أكلِ الّلحم، وحَولَ رَخائهم المَادي، ولهَذا السَبب وجَدوا أنفسهُم في ورَطة كبيرة. ويحدث اليوم الشّيء نَفسهُ مع الذينَ ليس لديهم وعي بِوصايا الله، أو يَرفضون تنفيذهَا. يَعيش العَديد من المَسيحيين حَياة بَائسة جِداً، بها كُلّ أنواع المَشاكل، وذلك لأنهُم لم يَسلموا حَياتهم بالكامل للرَّبّ ولم يُطيعوا وصَاياه.
إِن من يَنتمون لله ولا يُعطونهُ المَكان المُناسبَ الذي يَستحقهُ، كرَّب على حَياتِهم، سيَمرون بالكثيرِ من الصعاب، لأن ليَس لديهم عُذر لكي لا يَنفذوا مَا أمرهُم بهِ. والكِتاب المُقدس مليء بأمثلةِ عنْ أشخاص اِتخذوا مَواقِف خَاطئة، مما جَعلهُم يَدفعونَ الثمنَ باهظًاً للغاية. أمَّا أولئكَ الذينَ ينفذون كَلمة الله الأبدية، يكون الرَّبّ مُتاح لهُم دَائماً، وهو الشَخصُ الذي لا يَكذبُ ولا يُغيرُ رأيهُ فيما وعدَهم بهِ.
لقد سَقطَ الإِسرائيليونَ في نومٍ عَميق، ولهذا فإن أعِينهم - أعيُن أنبيائهم - لم تستطيع رُؤيةِ مَا كانَ يَجبُ عَليهم رُؤيته. ونَفس الخَطأ تقع فيه العَديد من المجَتمعات في جَميعِ أنحاءِ العَالم. وأعَضاء الكنائس الذين يَعبدون التَطور، بدلاً من الوحَيد الذي يَمنحهم التطور، ويهتمون بتضميدِ الجِراح بدلاً من الله الذي يَشفي. ولنْ يَحصل أَنبياءهُم على أي إِرشادٍ من الرَّبّ بعدَ ذلك.
لقد كانت أعيُن الحُكماء الرُوحية مُغلقة في تِلك الأيام. وهَذا هو بِالضبط مَا يَحدُث مع العَديدِ من الكنائس اليَوم. وجَميع أولئكَ الذينَ يَنتمون إِلى الرَّب - لكنهُم يَحتقرونَ وصَاياه – سيَجعلون الأخر -الذي من المفروض أن يَرى عَجائب السَماء- يَتصرف كمَّا لو كانوا أعمى، وحيثُ لا يُوجد نَبيِّ، يَجعل الكثير من البشر ينحرفون(أمثال 29: 18).
قاد السُّبات الرُّوحي شعب إسرائيل إلى مُعاناةٍ كبيرةٍ. ونحنُ لسنا أفضلَ مِنهُم. وإذا كانت مواقفنا مثلهُم، فسنحصُلِ على نَفسِ النتيجةِ في المقابل.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز