-
-
" لِمَاذَا تَفْتَخِرُ بِٱلشَّرِّ أَيُّهَا ٱلْجَبَّارُ؟ رَحْمَةُ ٱللهِ هِيَ كُلَّ يَوْمٍ! (مزمور 52: 1)
يَعتقدُ بَعضُ الناس أنهُم قد امتلكوا شَيئاً ليس من الله، لكنَّ الحَقيقةَ هي أنّ عطاياه لا رجعةَ فيها. لقد وزّعَ الرَّبّ المَواهبِ على الجَميعِ. شريطةَ أن يَتمّ استخدامُها، ربما شخصٌ ما لم يَطلُب المُساعدةَ الإلهية من قبل، ولكنّ الربّ سيجعلهُ يُحقق النجاح. إنّ رحْمة العلي تجعلهُ يُساعد حتى الذين مَا زالوا تحت الخَطيئةِ، ليُعطيهم الفُرصة ليتغيّروا.
واحدة من الأخطاء التي يَرتكبهَا الأشرار، بِسبب عدمِ مُعاقبتهم على تَعدياتهم، هو اِعتقادهُم أنّ الله غيرُ موجود. ويَجبُ أن نَضع في اِعتبارنَا أنّ الرَّبَّ لا يُقدمنَا للمُحاسبةِ في نهايةِ الأسبوعِ أو بَعد أسبوعين أو شَهر. ولكنهُ قد حدّدَ تاريخاً مُعيناً، سَيكون الجَميع فيه مَسؤولين عنْ جَميع أعمَالهُم، وعمّا فعلوهُ بِكلمتهِ. وأخيراً، فقط من يَطيعون وصَاياه يَحصلون على ما يجبُ عليهم فعلهُ ليكونوا مُتميّزين.
يخدعُ الشَّيْطانُ البعضَ بطريقةٍ تجعلهُم يَتصرّفون وكأنهُم مجانين، ثُم يَتبينُ لهُم أنهُم لن يَستطيعوا رؤيةِ الضّرر الذي تسببوا فيه لجِيرانِهم. يأخُذ هؤلاءِ الأشخاص شَخصية العدوُّ عند كل خطيئة، وعندمَا يحدُث ذلك، يبتعدون أكثر وأكثر عن طلبِ المَغفرةِ. وإذا مَاتوا في مثل هذهِ الحَالةِ سوف يُعانون إلى الأبدِ. وبعدَ الدينونة، سوف يَنفصلون عنْ الله إلى ما لا نهاية - وهَذا ما يُسميه الإنْجيل "المَوتُ الثاني" (رؤيا 20: 14).
عندمَا يكونُ المرءُ خبيثاً جِداً، فهذا بِسببِ التصاقهِ بطبيعةِ الشَّيْطان، ولكن، هذا ليس سبباً لأن يَعتبرهُ شخصٌ ما "مشهوراً ". فمثل هَذا الشَخص لا يَستطيع حتى التفكير في مُعاناته، كمِثل أن عذابهُ سوف يَستمرُ إلى الأبد. ولنْ يدوم فَقط لبضعِ سِنين، وليسَ لآلاف السَنينِ، ولا لملايين، ولا لمليارات أو تريليونات السنين، ولكنهُ سيستمرُ إلى الأبد. وإذا كان حكيماً فسوف يَعودُ إلى الرَّبّ على الفور، ويبحث عنْ الخَلاص.
إن الذينَ اعتادوا على اِرتكابِ الشرِّ، يجبُ ألا يتفاخروا بظُلمهِم، لأن كونهُم أداةٌ يستخدمُها الشَّيْطان لقمع الآخرين، ليس سَبباً للفخرِ على الإطلاق. ومثل هَؤلاء سَيشعرُون بالحُزنِ الشديد إذا تعرضوا للظُلم من قِبلِ شخصٍ أقوى مِنهُم ، أليس كذلِك؟ وممَا لا شكَ فيهِ أنهُم قد يَنتهي بهم المَطاف في حَالةٍ من اليَأس. فيا أخي، مَحبةُ جيرانك أفضلُ بكثيٍر من كُرههِم.
إن الشر ليَس فقطَ بقتل شَخصٍ بريءٍ، أو التسبُبِ في حادثٍ لشخصٍ ما يؤدي إلى العمى، أو اِغتصابِ طِفلٍ، ولكنَّ الشر هو كُلُّ الأعمالِ التي تُسببُ المُعاناةَ لشخصٍ ما. وإذا فكر كُلُّ زانيٍ في مقدار الألم الذي يَسببهُ لشريكهِ، فإنه لم يكُن ليرتكب مِثل هَذا الفِعل الشرِّير. ونفسُ الشيء يحدُث لأولئك الذين يَبيعونَ أنفُسهم، أو أولئك الذين يَمارسون أفعالاً غيرَ صحيةٍ. إن مرحلة الشَيخوخةِ ستأتي، وأولئك الذين أخطئوا، سَيكرهونَ أنفُسهُم لأجل ما كانوا يقومون بفعله.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز