" أَخِيرًا أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هَذِهِ ٱفْتَكِرُوا." (1 أخبار 13: 10)

إنّ رِجال الله المَوهوبين يَملكون آلةً رهيبةً وغيرُ مرئيةَ، إذا استُعملت بطريقةٍ صَحيحة، سَتكون سبب فرحٍ لكُلِّ أولئك الذينَ لهم علاقةٌ بك، أو أولئكَ الذين يَعرفون عنْ حياتك وأعَمالك. وهذا هو السَبب في أنهُ من الجيدِ دائماً أن تُبقي عَقلك مَشغولاً بالأفكارِ الجَيدة، وليس بالأفكارِ القذرة أو غير المثمرة. فعقلنا هو المُخطط لحَياتنا.

لا شكَّ أنّ ما يُفكر بهِ الإنسان يَتحدّث بهِ. والأشخاص الذين يُفضّلون الاتجاهَ إلى الأقوال المُبتذلة، هم يخَسرون دائماً، وستُسيطر عليهم إمبراطورية الظُلمة بالكامل. أنتَ بحاجةٍ للحصولِ على كلمةِ الله إلى قلبك باستمرار، وأن تفكر فِيها؛ وألا تقول فقط أنك تُحب العليِّ، ولكن، يجبُ عليك أن تعيش هَذا الحُب؛ وبقيامك بِذلك سوف تثبُتُ فيهِ، وستبدأُ في التمتُع بالحياةِ الأفضلِ التي أعطاهَا لك يسُوع.

لا تستخدم فكركَ في تلكَ الأشياءَ التي لا تُسر الرَّبّ. فعندما تتأمل في الخطيئة، وعندمَا تبدأ في الاهتمام بتلكَ الأشياءِ الشرِّيرَّة، بغض النظر عنْ إضاعةِ الوقتِ، فإن ذهنك سيتعودُ على رؤية الأشياء الهدامة فقط. فكُنْ مختلفاً! ولا تلتفت لمَا يقولهُ لك العدوُّ فهو كاذبٌ وشرِّيرٌّ. فالهدف الرئيسي للشَّيْطان هو تحويل حياتك إلى شيء لا قِيمة لهُ. فلا تنسى أن يسُوع جعلك أكثرَ من مُنتصرٍ (رومية 8: 37).

يَختبئ العدوُّ وراءَ الأفكارِ الخَاطئةِ ليخدع البَشر، وبمجردِ أن يَنخدعوا، يَتشوه الإنسان لدرجةٍ تجعلُ قراراتهُ كُلَّها خَاطئةٌ. لذلك، قُم برفضِ أي أفكارٍ سلبيةٍ أو خاطئةٍ، وأيضاً الأفكار التي ليس لها علاقةٌ بما يقولهُ الكتابُ المُقدسُ. فالرَّبُّ إلههٌ قُدوس، ولذلك فأنظر إلى كُلّ الأشياء الفاضلة والنبيلة التي فيهِ.

إنهُ من المُهم أن تكون آلة لفعلِ الأشياء الصالحة، وبالتالي، فإن كُل ما يخرُج من فمك سيكون مثل النار النازلة من السَماء. تُعلمنا كلمة الله أن كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لَا تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي ٱلْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. (إشعياء 54: 17). ففكر في مِيرَاثك وقُم بالحصول عليهِ!

كان يسُوع في أيامهِ هُنا على الأرض، مُدركاً تماماً لكُل ما يدور في أذهانِ الناس. واليوم لا يزال بإمكانهِ القيامُ بذلك. وإذا ظللتَ تتأمل في تلك المُمارسات التي يرفُضها الكتاب المقدس، فلن تستطيع إرضاء الرَّبِّ على الإطلاق. لذا توقف عن النظر لما لا يَستحق، وأجعل عقلك مشغولاً بما هو مفيد.

يجب أن تكون تِلك الإعلانات التي تحصُل عليها من الكلمة، هي ما يشغل تفكيركَ. وضع على فمك فقط الأشياءَ التي يُعلمك إياها الله. لذلك لنْ تقول أي شيءٍ قد يُسبب لك أي ضررٍّ. ومُجرد التأمُل في تِلك الأشياءِ الفاضلةِ والنبيلة، ستتبارك أفكارك وحَياتُك أيضاً.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز