-
-
إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. (يوحنّا 24:16)
يُعلن لنا الرّب في هذه الآية، أنّ مشيئته لا أنْ يُخزي شعبه بل أنْ يكون فرحهم كاملاً. من المهم جدّاً أنْ نخبِر الرّب بكلّ شيء. فنحنُ ننتصِر في كلّ معاركنا الكبيرة عندما نؤمن في ما يُظهره لنا في كتابه المقدّس. قال الرّب يسوع لتلاميذه : أنّهم لم يطلبوا شيئاً باسمِه إلى الآن. ما معنى هذا؟ ألم يستخدموا اسم الرّب ليطلبوا القدرة الإلهيّة؟ كم مرّةٍ صلّيتَ أنتَ باسم الرّب يسوع، ولم تحصل على استجابة؟ لكن من يتبَع إرشاد الرّب ويطلُب بحسب ما هو مكتوب في كتابه سوف يأخذ.
عندما كنتُ صغيراً، أتى خالي إلى مدينة مونيز فريري، المدينة التي كنتُ مقيماً فيها. وقال لي، أنه في ريو دي جانيرو توجد عربة صغيرة تعمل بمحرّك، لكن سرعتها قليلة جدّاً، فأعجبت بهذا الخبر وفرحتُ كثيراً عندّما قالَ أنه سيشتري لي واحدة. وبدأت أتخيّل في عقلي الصّغير، كم هو جميل أن أقود هذه العربة الصّغيرة في شوارع المدينة وأذهب بها إلى منزل جدي، الذي يبعد عن منزلنا مسافة كيلو متر. إلا أنّ خالي لم يُحضرها كمَا وعدني. ولم يقدّم لي تفسيراً لذلك. ممّا جعلني حزيناً لفترةٍ من الوقت لأنّه لم يفي بوعده.
لا يُحِب الرّب أنْ يخيب أمَل شعبِه، فالفرح الذي يعطيه لنا هو العلامة بأنّنا نستطيع الحصول على البركات. لكن السّعادة التي غمرَت قلبي الصّغير عندما وعدني قريبي تلاشَت. كانت ستُكمل لو أنّه أحضر تلك العربة إلى بيتي أو أرسَلها لي. وقد عاد عدّة مرّات إلى المدينة. لكن أحد الأيام طالبته بالوعد، لكنّه قدّم بعض الأعذار. وإلى ذلك الحين كانَ بطلاً بالنسبة لي.
لنعود إلى الكتاب المقدّس، ما الذي يريد أن يقوله لنا الرّب هنا: إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي؟ ألم يطلب التلاميذ شيئاً باسمه أبداً؟ إن قرأنا الأعداد السابقة سنلاحظ أنّه قال: عندما يراهم ستفرح قلوبهم. وحينئذ يطلبون ما يشاؤون، فيكون لهم.
فالحصول على البركات يحصل كالتالي: تتأمل في كلِمة الرّب فتندفع إلى عينيك، فيأتي الفرح إلى قلبك، ومعها الثقة أنّ البَركة لك. في هذه اللّحظة تمسّك بِما أظهره لك، واتبع التعاليم الإلهيّة، وسيكون فرحك كامِلاً.
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز