-
-
لا يوجد حيادٌ في العالَم الرُّوحي. وفي الواقع الذين يعتقدون أنَّهم مستقلّون جانباً يخضعون لسيطرة العدوِّ.فالتّمرد على حكمة الله هو أحد أسوأ المواقف التي يمكن أن نواجهها. فنحنُ خليقة الربِّ الذي وهَبنا الذَّكاء والفضائلَ الأخرى. ولكن بسببِ سقوط آدم فقدَ الإنسان كلَّ ذلك. والشِّريرُ سيحوِّل حياتنا لكابوسٍ حقيقي إذا ابتعدنا عن الخالقِ.
فالشَّيئ الوحيدُ الذي يلزم الإنسان كي يكون سعيدًا هو أن يتَّحِدَ مع الربّ. وهذا يعودُ إلى الإيمان الذي يصلُ إلى قلبِ الإنسان من خلالِ كلمة الله. أيُّ شخصٍ يتلامس مع الإنجيل - سواء عن طريق قراءة الكتاب المقدَّس أو الإستماع للتبشير بالكلمة أو من خلال شهادة شخصٍ آخر - يعرفُ أنّ هذه الرِّسالة هي إلهيّة، وهذا ما يتطلبه الأمرُ في الحياة.
أولئك الذين يقبلون يسوع ربّاً ومخلّصاً ينتقلون من الموت إلى الحياة، وهكذا يخسرُ الجحيمُ سلطته لقمعِهم. إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا (2 كو5: 17). فيدخلون عالماً روحياً جديداً حيث الحريَّة من قيد الشَّهوات. ومن جهةٍ أخرى سبَّبت الديانات ضرراً كبيرًا للكثيرين الذين انخدغوا بالطقوس والعديد من الخرافات.
ما يثيرُ بهجة الشَّخص الذي اتّحدَ مع الله هو الشّعور أنّه خليقة جديدة. فهذا الوعي استيقظ أخيراً لديه، واختفى الفراغ الذي ملأ قلبه سابقاً، فلم يشبعه لا ثروةٌ ولا شهرة. والذين وُلدوا ثانية حصَلوا على حياةٍ سعيدة لم يختبروها سابقاً، وبدأوا يَرون الأشياء بعيونٍ روحية جديدة، وفي وقت قصيرٍ جداً سيشعرون أنّ كلَّ شيءٍ قد صارَ جديداً.
السّلام هو هبةٌ من الله لكلّ أبنائِه. لذلك لن يحتاجوا أن يبحثوا يائسين عن الثروة والسَّعادة فيما بعد. لأنّ كلَّ شيءٍ لديهم الآن طالما أنَّ الكلمة توجههم لإتخاذ القرارات. بلا شكّ أفضلُ شيءٍ في هذا العالم هو أن تكون في سلامٍ مع الله.
وطالما أنك في سلامٍ مع الله، فإنَّ الشَّر سيتوقف عن الحدوث في حياتك وسوف تزدهر وتكون ناجحًا ومحفووظًا بالحماية الإلهية. ودون الإتحاد مع الله، يصبح كلُّ شيء صعبًا وثقيلًا. حتى الفرح، الذي يجب أن يكون طبيعياً، في معظم الحالات يكونُ تمثيلياً. حياة الشَّخص المنفصل عن الآبِ هي سلسلة من المعاناة. فلا يمكنك فهم انفصال بعضُ الناس عن الله.
أولئك الذين وُلدوا في العائلة السَّماوية ينالون الطبيعة الإلهية، يمتلؤون بالرُّوح القدس، وإذا عملوا كلَّ شيئٍ باسم يسوع، فإنَّ نفسَ القوَّة التي عَمِلت في المسيح ستعملُ لصالحِهم أيضاً. هؤلاء الناسُ إيجابيون ومبتهجون دائماً. وأفضلُ ما في الأمر هو علمهم أنه عندما تنتهي أيامُهم على الأرض، فإنَّهم سيدخلون عبرَ أبوابِ المجد التي لن يغادروها أبداً.
وماذا عنك؟ هل اتَّحدت بالربِّ؟ لا تفكر كثيراً للقيام بذلك. تذكر أنَّ الغد قد يكون متأخرًا جدًا. اِرجع إلى يسوع اليوم، لأنّه الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ (2كورنثوس 6: 2)! اِتخذ القرارَ الحكيم!
محبتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز