-
-
إِنَّهُ مَا دَامَتْ نَسَمَتِي فِيَّ، وَنَفْخَةُ اللهِ فِي أَنْفِي، 4لَنْ تَتَكَلَّمَ شَفَتَايَ إِثْمًا، وَلاَ يَلْفِظَ لِسَانِي بِغِشٍّ. (أيوب27: 3-4)
لقد تصرَّف أيوبُ بولاءٍ مع الربِّ رغم أنَّ الشَّيطان بنفسهِ قد لمسَه. لكن خادم الله قد عرف خطأه، لذلك سَلُم من كلِّ سوءٍ حدثَ له وحصلَ على مكافأةٍ مضاعفة مقارنة بخسارته. وهكذا فإنَّ الدَّرس الرئيسي الذي نستخلصهُ من معاناته هو تصميمهُ على عدم إنكار إيمانه بالله من خلال عدم إفساح المجال للعدوِّ بمواصلة قمعهِ.
إنَّ مرونة أيّوب جعلته يتَّخذ القرارَ الحكيم الذي دفعه إلى الاستمرار بحزمٍ في المعركة والتَّغلب بعد الكثير من النِّضال. إنَّ القرارات التي نتَّخذها في قلوبِنا وتلك التي نقولها بصوتٍ عالٍ إمَّا تجعلنا نَعلقُ بالمكايد الشِّريرة أو تمنحنا التحرُّر منها. لذلكَ عليك أن تواجِه كلَّ معركة بالاعتراف وبالإيمان بما يقوله الربُّ في كلمته بشأن كلِّ موقفٍ وسوف تكونُ الفائز إن فعلتَ ذلك.
أرواحُنا تتنفَّس الإيمان! وذاك هبةٌ من الله، وكلّما وضعناه موضعَ التنفيذ، يمكننا فعل إرادته ومقاومة غدرِ الشَّيطان الذي يتمثّل هدفه الرئيسي في إخراجنا من محضرِ العليِّ. إيماننا يجعلنا نتوحَّد مع الربِّ، وبه نصبحُ أقوياءً وقادرين بشكلٍ كاملٍ على الجهادِ ضدَّ العدوّ وإلحاق الهزيمةِ به. على الرُّغم أنَّ هذا الأخير يُظهر نفسَه كعدوٍّ لا يُهزم، لكن يجب أن لا تخاف منه لأنَّ الإيمان سيجعلك تتّخذ مواقف سامية أمام القوى التي تهاجمك.
ستخرجُ أنفاسُ الله منك في الَّلحظة التي حدَّدها الله فقط. لذلك لا تخفْ من الموتِ معتبراً إيَّاه عقيماً بالنّسبة لحياة الذين يخدمون أبينا. فالذين ينتمون إلى الربّ قد تغلَّبوا بالفعل على كلِّ القوة الجّهنمية وعلى الموت نفسهِ. سيكون عبورُنا من هذه الدنيا إلى الحياة القادمة مجيدٌ جدَّاً.
اِتّخذْ القرار الحكيم بعدم السَّماح لشفتيك أن تتحدثا بأيِّ شرٍّ. فالذين يُغضِبون الله يُسِرّون الشَّيطان. لكن علينا أن نزعج عدوّ سعادتنا دائماً. فالله يفرح بتصميمِنا على العيش بإيمان، حيث نتَّخذ مواقفَ تستندُ على كلمتِه، فنمتلك البركات التي اشتراها لنا ولجميعِ الذين يؤمنون به.
اعترافٌ سلبي تقومُ به يشيرُ إلى إقرارك بعدم أهليتك لمواجهة التجارب والتّغلب عليها وأحد أسوأ المواقف التي قد تتّخذها. حتى لو سقطتَ في أسوأ خطيئة، يجب أن لا تمنح الشّيطان الحقَّ في تحطيمك نهائياً. على العكس من ذلك، اقترب من الربّ بالصَّلاة واعترف بخطيتك واثبت بكلِّ ما تكشفه كلمة الله لقلبك. وهكذا تستعيدُ شركتكَ معه.
لا تدعْ لسانك ينطقُ بالخداعِ مطلقًا، فإذا فعلتَ ذلك، سيهيمنُ ذلك على حياتِك كلّها. والذين يتكلَّمون بكلماتٍ ترضي الشَّيطان يبتعدون عن الله. علينا أن نتوحَّد مع الربِّ ولا نترك مجالاً للعدوِّ كي يفرحَ بسماع كلماته على شفاهِنا. اعترف دائماً بما تقوله كلمة الله فيما يتعلَّق بموقفك في المسيح. كُنْ قوياً واِنطلق من أجلِ حقوقك، وبهذه الطريقة ستنتصرُ في كلِّ شيء.
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز