-
-
هُمْ يَتِيهُونَ لِلأَكْلِ. إِنْ لَمْ يَشْبَعُوا وَيَبِيتُوا. (مزمور15:59)
هذه هي رحلةُ الناسِ الذين لا يخدمونَ الله. ووصفُهم يناسبُ العديدَ من الأشخاصِ الذين قد تعرفهم. أستطيع أن أؤكد أنَّ معظم الذين يعتبرون أنفسَهم أبناءً لله يتصوَّرون في وحيِ هذهِ الرِّسالة. كثيرون يخدعون أنفسَهم بما يفعلونه، وهم يعتقدون خطأً أنَّهم يقومون بعملِ الربِّ. يظنُّ بعض القادة أنَّ العمل الإلهي يشبهُ امتلاكَ مزرعةٍ.
ما يهمُّ هنا ليس حقيقة إن كان أحدُهم يعتبرُ نفسَه خادماً لله؛ أو إذا كان سلوكه هو الموصوف أعلاه، لأنّه سيأتي يومٌ تُكشف فيه كلُّ الحقيقة. فالذين لا يلتزمون بالمعايير الكتابية يتساوون مع أعداء الإيمان. تخبرنا مواقفُ المَرءِ إن كان ينتمي إلى الربِّ أم لا. كالذين يستاؤون من نجاح شخصٍ آخر، وصلاة البعض الغير المنقادة بالروح القدس ولكن بروح الطَّمع.
إذا رفضَ أحدُ الأخوة العيشَ بحسب نورِ الكلمة ولم يحترم الوصايا فهذا يعني أنّه غير مناسباً ليكون رفيقاً لك. أفضلُ شيءٍ تفعله هو الهروبُ من جميع الذين يرفضون طاعة الربِّ، فمع حلول الّليل، يأتي الوقت لفعلِ ما يطيبُ لطبيعتِهم. وليس من الضَّروري أن يكونوا في ليلةٍ مظلمة ليمارسوا كلَّ أنواع الشَّهوات، فهم مستعدِّون دائماً لفعل كلّ ما يتطلبه الأمر لتحقيق إرادتهم. والذين يهتمّون بهم سوف يتعرضون لضررٍ كبيرٍ.
الشَّيء الصَّحيح الذي ينبغي فِعله هو أن تخدمَ الله من كلِّ قلبك، ثمَّ تأكَّد أنّه أثناء نومك سوف يهيءُ الله معيشَتك. لا تلتفت كثيراً إلى محنتك الخاصّة لأنه لن يتخلَّى عنك. وإن بدا أنّك منفصِلاً عنه، وهذا لن يحدث أبداً. فالله يعمل لأجل الذين يثقون به، لهذا لا حاجة لتقديم التّضحيات أو التكفير أو أيِّ جهدٍ مضنٍ كي يعملَ أبينا من أجلِنا؛ نحن نحتاج فقط إلى الثّقة به.
والآن، ترقّبْ الذين لا يحترمون كلمة الله! لأنّهم عندما يقرِّرون الحصول على ما يحتاجونه من أجلِ بقائهم، أو بسببِ شيءٍ آخر قد يدور في أذهانِهم، فإنَّهم يتصرَّفون بلا رحمةٍ، كونهم أشرارٌ وغدّارون. في الواقع إنَّ روح الشرِّ هو الذي يخدعهم ويطبع جوهره على كيانهم الدَّاخلي ويجعلهم يتصرَّفون كمواطنين حقيقيين لمملكة الظّلمة.
إنّي أشفقُ على الذين ينجرفون بعيداً، ويتَّجهون نحوَ الموت! لأنّهم لا يسوّون حسابهم مع الله، وبمجرَّد أن يُسدِل الليلُ ستاره - الوقت الذي يبدو فيه أنّ الوحيَ الإلهي غير موجودٍ؛ الّلحظة التي يبدو أن الربّ لا يخاطب أولاده - يتجوّلون ذهاباً وإياباً بهدف تلبية اِحتياجاتهم القذرة. وهم لا يحصلون على الكفاية بسببِ الاستمرار في فعل الشَّر دائماً وهذا هو السَّبب في أنهم لن يجدوا السَّلام.
السَّبب الذي يجعلهم لا يستطيعون تمييز الشَّر الذي يمارسونه هو واحدٌ فقط: لأنَّهم لا يحترمون كلمة الله أبداً! لكنَّهم إذا استجابوا لقولِ الربِّ، فإنَّ وضعهم المزعج الحالي سوف يأخذ منحىً آخرَ قريباً. ولكن بما أنَّهم لا يزالون غيرَ مسؤولين ويفضِّلون السَّير عكس ما خططَ السيِّد، فإنَّ مثل هذا العِصيان سوف يعوق طلباتهم وقراراتهم من الإستجابة عليها.
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز