-
-
فَقَامُوا فِي الْعِشَاءِ لِيَذْهَبُوا إِلَى مَحَلَّةِ الأَرَامِيِّينَ. فَجَاءُوا إِلَى آخِرِ مَحَلَّةِ الأَرَامِيِّينَ فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَحَدٌ. (ملوك الثاني5:7 )
كانَ وضعُ إسرائيلَ مُحزنًا في الأيام التي تنبأ فيها أليشع. فعندما لا يخدمُ حاكمُ الأمة الربَّ، فإنَّ الشَّعب كلّه سوف يعاني. من المُمكن أن يحقّق النَّجاح في بعضِ المجالات، ولكن لا شكَّ أنَّ الشّيطان سيجعله يعاني بعدّة طرقٍ. اليوم معدّل الانتحار مرتفعٌ للغاية في الدّول الغنيّة. ومن جانبٍ آخر تسود الفوضى وتعاطي المخدَّرات. في الواقع حيث لا يوجد احترامٌ لله، هناك أعمالٌ شريرة دائماً.
الآية أعلاه هيَ جزءٌ من تقريرِ شعب الله الذي أنقذه. في ذلك الوقت كان حصارُ الجيش السُّوري هو الذي دفعَ النَّاس إلى المحلّة البائِسة. وبسبب المجاعة الشَّديدة قامتْ والدتان بعملِ اتفاقية بَشِعة لقتل إبنيهما لإطعام أنفسِهم. وعندما سمعَ الملكُ هذا مزَّق ثيابَه (2 ملوك 6: 24-30).
ومع ذلك تمَّ إلهامُ أربعةٍ من مَرضى البرص للذّهاب سيراً إلى معسكرِ السّوريين (2 ملوك 7: 3). والآن الإيمان هو أمرٌ إلهيٌّ لنا كي نسيرَ دونَ النَّظر إلى الصُّعوبات. لم يكونوا يعرفون أنَّ مسيرة الإيمان التي قاموا بها ستُخيف قوَّات العدوّ. إنَّ هذا سيحصل دائماً لأنّ الضَّالين ليس لهم أساسٌ ثابتٌ يستندون إليهِ في قراراتِهم. كلُّ الذين يطيعون وصايا الربّ سيَضعون المغرورين بأنفسِهم أو بالعدوِّ في يأسٍ شديدٍ.
لا يستطيع الأشرارُ تحمُّل أيَّ ضغطٍ، لأنَّ الربَّ ليس حصنٌ لهم، لا يمتلكون معونةً ولا ملجأً. لذا فإنّ القرار الأكثر حكمة الذي يمكن أن يتّخذوه هو الهرب لتجنّب الأذيّة. في الواقع سوف يفِرُّون حتى عندما لا يلاحقهم أحدٌ، بينما الأشخاصُ الذين يثقون في العليِّ لديهم حصن لا يُقهر أبداً. فالمصدر لخدّام الله هو الربُّ ذاته.
ليس هناك أكثرُ أهمية من الثّقة في الآب، فمن يطيعه يكتشف أنّه قد حاربَ عنه، وهذا يحدثُ في كلِّ المعارك. لذا اِجتهد أن تثقَ بكلِّ ما يقوله الله واِنظر إلى مدى حبّه وقوَّته ومدى عظمته من نحوِنا، سوف تصبحُ ببساطةٍ منتصراً في جميعِ المجالات.
كلُّ نبوءةٍ يضعها أبانا في أفواهنا يجب أن تُستَقبل بالإيمان والتَّصميم. لم يتردَّد إليشعُ عندما قال ذلك، فعلى الرُّغم من الجوعِ الذي كان سائداً تلك الأيام، سيكون هناك الكثيرُ من الوفرة، وأنّ أسعار الغذاء ستكون زهيدة. لو تردّد، لما حدثت المعجزة. لكنّه كان حازماً و واثقاً. لذلك يُكرم العليُّ كلمته، وبالتالي تحقَّقت الوفرة كما تنبّأ تماماً.
لا تخفْ من التَّحدث بكلِّ ما يأمرك الربُّ بهِ. فعندما تأتي النُّبوة من الله، سوف تُنجَز بكلِّ تفاصيلِها.يتحقّق أبينا دائماً من أنَّ شعبه يمتلكُ الأفضل طالما يريده ويستمعُ لصوته. لذا كُنْ مخلِصاً للذي دعاكَ للانتماء إلى جسدِ المسيح. وستُفاجَأ بما سيفعله الله من أجلِك.
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز