-
-
فَسَأَلَ الْمَلِكُ الْمَرْأَةَ فَقَصَّتْ عَلَيْهِ ذلِكَ، فَأَعْطَاهَا الْمَلِكُ خَصِيًّا قَائِلاً: «أَرْجعْ كُلَّ مَا لَهَا وَجَمِيعَ غَلاَّتِ الْحَقْلِ مِنْ حِينَ تَرَكَتِ الأَرْضَ إِلَى الآنَ». (2مل6:8)
لا يمكنكَ أبداً تصديقُ أنّ ما يفعله رجلُ الله لك سيحدثُ تماماً، لأنَّ مسحةَ الله تبقى على حياتِك إلى الأبد، وحتى قد يُساعدك ذلك بطريقةٍ غريبةٍ في حالاتٍ أخرى. إنَّ عطايا الله غير قابلة للإلغاء وكافية للقيام بالعملِ كلّه.
بمجرَّد أن أنقذ الربُّ السَّامرة من مجاعةٍ رهيبةٍ - بسببِ اضطهاد الجيش السُّوري الذي حاصر تلك البلدة، ونتيجة لذلك، لم يُسمَح لأيّ شخصٍ بالدّخول أو الخروج - أعطى إليشع نبوءةً لامرأةٍ شونميّة بوجوب مغادرة المدينة كي تذهب بعيداً لأنّ الله سيسمحُ بمجاعةٍ سوف تستمرُّ لمدَّة سبعِ سنواتٍ. وبقدرِ معرفتنا من تلك القصَّة فإنّه لم يُسمَع أنّ أحداً قد تمكَّن من الهروبِ خارجاً.
وعندما عادت إلى الأراضي الفلسطينية حيث تجدُ ملاذأً في طاعة كلمة النَّبي، وجدت المرأة الشُّونمية أرضَها مُقتحمة. ولذلك ذهبت لتتكلَّم مع الملك. وعندما وصَلت كان جيحزي، تلميذُ اليشع، الذي دعاه الملك، يتحدَّث عن الأعمال التي يفعلها النَّبي. وبينما كان يتكلّم عن صبيٍّ صغيرٍ تمَّت قيامته، حدَّق جيحزي في المرأة ثم قال للملك إنَّها أمُّ الصَّبي الصَّغير الذي أقامه أليشع.
طلبَ منها الملكُ أن تخبره بما حدث. أخبرته المرأةُ بكلِّ شيء وأنَّ العاهِل أرسلَ إلى ضابطٍ معها ثمَّ قال: "تأكد من أنّها استعادت كلَّ ما لها وجميع عائداتِ الحقلِ من اليوم الذي تركت فيه الأرض حتى الآن". جاءت تلك الأخبارُ القليلة بشكلٍ غير متوقع: حتى جميع عائدات الحقل ستُعاد إليها. كانت مسحة الرَّسول عليها كي تتصرَّف بحسبِ موقفها من الإيمان في الكلمة التي قدَّمها رجلُ الله.
الآن، كانت تلكَ السَّيدة قد اعتادت على مشاهدة النَّبي الذي مرَّ مراراً قربَ منزلها. وشعرت بالرُّوح أنَّ أليشع كان رجلُ الله الحقيقي. لذا اقترحت على زوجِها أن يُعِدّ غرفة لخادم الربّ كي يستريحَ هناك. لذلك باركها النَّبي في المقابل وتنبَّأ لها بإنجاب طفلٍ على الرّغم أنَّ زوجها كان متقدِّماً في السِّنً. آمنت بالله الذي أكرمَ صلاة النَّبي (الملوك الثاني 4: 8 - 17)
بعد ذلكَ بوقتٍ قصيرٍ مات الصَّبي الصَّغير. فغادرت المنزل مصمِّمة على العثور على رجل الله دون أن تقول كلمة لأيِّ شخصٍ آخر. أجابت زوجها وكلَّ من سألها كيف كانت الأمور "إنَّها حسنة". في الواقع كان عملها مع الله من خلال خادمه فقط الذي جعل إليشع يرافقها طوال الطريق نحو منزلها، ولكي يقوم الصَّبي الصَّغير تمدَّد على جسده مرَّتين ثم عطَس سبع مراتٍ، وفتح عينيه ليعود إلى أمِّه تماماً. (II Kings 4: 18 - 36)
الدَّرس الذي نتعلَّمه هنا هو: خادم الله يبارك حياتك بمسحةٍ من الله. لهذا لا تزدري حين يحدث ذلك، ولا تمتلك أيَّ شعورٍ آخر ما لم يستمرّ في كونه رجل الله القدّوس الذي سيُستخدم لأعمالٍ أخرى أكبر منها أيضاً. إذا لزم الأمر فإنَّ المسحة التي منحَها الربُّ له ستجعل بركتك شاملة.
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز